كشفت دراسة طبية جديدة نُشرت في مجلة "The Lancet Oncology" عن نتائج مذهلة تؤكد أن إزالة المبيضين وقناتي فالوب (المعروفة طبياً باسم "استئصال المبيضين وقناتي فالوب الثنائي" أو BSO) تُقلل بشكل كبير من معدل الوفاة ومخاطر الإصابة بأورام جديدة بين النساء الناجيات من أورام الثدي غير الحميد الحاملات للطفرات الجينية BRCA1 وBRCA2.
وأظهرت الدراسة التي قادتها الباحثة هند حسن من جامعة كامبريدج، أن النساء اللواتي خضعن للجراحة شهدن انخفاضاً بنسبة 48% في إجمالي خطر الوفاة سواء بسبب الأورام أو لأسباب أخرى خلال فترة متابعة استمرت حوالي 6 سنوات.
استئصال المبيضين وقناتي فالوب الثنائي
طفرات "BRCA" تُعد من أبرز العوامل الوراثية المرتبطة بأورام الثدي والمبيض، وتُظهر الدراسة أن إجراء الجراحة الوقائية يُحقق نتائج إيجابية جداً:
56% انخفاضاً في خطر الوفاة بين حاملات BRCA2.
38% انخفاضاً بين حاملات BRCA1.
انخفاض بنسبة 40% في خطر الإصابة بأورام ثانية.
رغم المخاوف من أن إزالة المبايض قد تُسبب مشاكل صحية نتيجة انقطاع الطمث المبكر مثل أمراض القلب أو الاكتئاب فإن النتائج أظهرت العكس، إذ لم تُسجل زيادة في مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتات أو الاكتئاب ما يدعم سلامة هذا الإجراء من الناحية الصحية على المدى الطويل.
الدراسة التي شملت أكثر من 3,400 ناجية من الأورام غير الحميدة في المملكة المتحدة دعت إلى ضرورة نشر التوعية بين النساء المصابات بـ أورام الثدي المرتبط بالجينات الوراثية لمساعدتهن على اتخاذ قرارات علاجية مستنيرة.
وقال البروفيسور أنتونيس أنطونيو، أحد القائمين على البحث، إن هذه النتائج ستُشكل نقطة تحول في طرق تقديم المشورة الطبية لهؤلاء النساء.
هل يجب على جميع حاملات BRCA التفكير في الجراحة؟
رغم أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة إلا أن الدلائل قوية على أن الجراحة تقلل فعلياً من معدلات الوفاة والإصابة بالأورام مجدداً لكن الباحثين شددوا على أن القرار يجب أن يُؤخذ بعد مناقشة طبية دقيقة مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة الصحية الفردية والتاريخ الطبي.
تؤكد هذه الدراسة أن الجراحة الوقائية لإزالة المبيضين وقناتي فالوب تمثل أداة فعالة في تحسين فرص النجاة وتقليل خطر الأورام بين النساء المعرضات وراثياً، ومع تزايد الوعي بالعوامل الجينية المؤثرة في الأورام سيكون لهذه النتائج دور مهم في تشكيل السياسات العلاجية المستقبلية.