كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Continence" أن استخدام التأمل القائم على اليقظة الذهنية (Mindfulness - MI) إلى جانب التحفيز الكهربائي المباشر عبر الجمجمة (transcranial direct current stimulation - tDCS) للقشرة الجبهية الجانبية الظهرية في الدماغ، يمكن أن يقدم فائدة واضحة في تقليل أعراض سلس البول الإلحاحي الموقفي (UUI) لدى النساء.
أجرت الدراسة الدكتورة سينثيا أ. كونكلين، من جامعة بيتسبرغ بمشاركة فريق بحثي، حيث شملت نساء فوق سن الأربعين يعانين من نوبات متكررة من سلس البول الإلحاحي المرتبط بمواقف محددة، وبمعدل لا يقل عن مرتين أسبوعياً، وطُلب من المشاركات إنشاء صور فوتوغرافية شخصية تحفّز الإلحاح وأخرى تُعتبر آمنة ثم تم تقسيمهن عشوائياً إلى 3 مجموعات: الأولى تلقت جلسات يقظة ذهنية فقط، والثانية خضعت لجلسات tDCS فقط، والثالثة جمعت بين الطريقتين.
تصميم الدراسة والفئة المستهدفة
وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في الاستجابة للمحفزات الشخصية في جميع المجموعات، وسجلت مجموعة MI+tDCS تحسناً إضافياً تمثل في انخفاض التحيّز الانتباهي للكلمات المرتبطة بالتبول ما يشير إلى تأثير إدراكي إيجابي.
أما من حيث الأعراض اليومية، فانخفض عدد مرات التسرب في جميع المجموعات بمعدل يتراوح بين 0.81 و0.95 مرة يومياً، وسجلت المجموعة التي تلقت العلاج المزدوج (MI+tDCS) انخفاضاً ملحوظاً في الإلحاح اليومي بمقدار 1.76 مرة، كما سجلت الدراسة تحسناً سريرياً ملحوظاً في نتائج مقياس ICIQ-FLUTS بعد أسبوع من المتابعة.
وأظهرت التدخلات معدلات جدوى عالية، حيث تجاوزت نسبة التزام المشاركات 90% في جميع المجموعات، ما يشير إلى قبول جيد من قِبل النساء للعلاجات غير الدوائية سواء كانت قائمة على تقنيات سلوكية أو على تحفيز دماغي غير جراحي.
علقت "كونكلين" على النتائج بقولها: "رغم حاجتنا لمزيد من الدراسات إلا أن هذه النتائج مشجعة للغاية لأنها تشير إلى أن أدوات سلوكية مثل التأمل القائم على اليقظة الذهنية يمكن أن تُستخدم كبديل أو مكمل للعلاجات التقليدية في تخفيف الأعراض".
ممارسة اليقظة الذهنية
يُعد هذا البحث من المحاولات الأولى التي تجمع بين تقنيتين غير دوائيتين لمعالجة أعراض سلس البول الإلحاحي مع التركيز على استجابات الدماغ لمؤثرات بيئية، وتفتح النتائج الباب أمام تجارب سريرية أوسع قد تشمل فئات عمرية مختلفة وأساليب تحفيز متنوعة.