الألم العضلي الليفي الذي يُطلق عليه "الفيبروميالجيا" من الحالات المرضية التي تسبب ألماً مزمناً وشديداً، وكان يُعتقد في السابق أنه اضطراب نفسي لكن يتم تصنيفه الآن على أنه اضطراب جسدي، حيث يُصاب به البعض نتيجة التعرض لأحداث مرهقة ومؤلمة وإصابات متكررة واختلال توازن النواقل العصبية في الدماغ، أو خلل في عمل الجهاز العصبي المركزي.
ويمكن لممارسة اليقظة الذهنية أن تفيد المصابين بـالألم العضلي الليفي، فهي من الممارسات التي تساعد في التركيز على اللحظة الحالية ما يساهم في تخفيف الألم وتحسين نوعية الحياة.
ممارسة اليقظة الذهنية تفيد المصابين بالألم العضلي الليفي
خلال ممارسة اليقظة الذهنية، يراقب الشخص أفكاره ومشاعره فقط دون الرد عليها، وهذا يعني أنه يسمح لأفكاره ومشاعره بالطفو داخل وخارج العقل دون إصدار أحكام.
وتهدف اليقظة الذهنية إلى زيادة القدرة على التعامل مع التوتر والتفكير بوضوح والشعور بالهدوء، كما أنها تؤدي لتغييرات في الدماغ.
1-يمكن لليقظة الذهنية المساعدة في تثبيط قدرة الجهاز العصبي المركزي على إدراك الألم، وتقليل الأفكار والمشاعر المزعجة المرتبطة بالألم، كما أنها تزيد وعي الجسم وتعزيز استرخاء العضلات ما يقلل من التوتر والتهيج.
2-اقترح بعض العلماء أن تمارين اليقظة الذهنية قد تساعد في إدارة أعراض الألم العضلي الليفي، وبيّنت دراسة أُجريت في 2012 ونُشرت في مجلة Frontiers in Human Neuroscience أن التأمل اليقظ يمكن أن يهدئ الجهاز العصبي الودي، مما يقلل التوتر ويساعد على الاسترخاء.
3-في تجربة سريرية أجريت عام 2015، طبق الباحثون تمارين اليقظة الذهنية على 51 امرأة مصابة بالفيبروميالجيا، استمر البرنامج 8 أسابيع، حيث قضت المشاركات 2.5 ساعة أسبوعياً في تعلم تقنيات الانتباه واليوغا، وشجعهن الباحثون على ممارسة هذه التقنيات في المنزل لمدة 45 دقيقة يومياً على مدى 6 أيام.
تمارين اليقظة الذهنية مفيدة للمصابات بالفيبروميالجيا
حلل الباحثون مستويات الألم والتعب خلال فترة تطبيق تمارين اليقظة، حيث لم تشهد بعض المشاركات انخفاضاً كبيراً في الأعراض بنهاية الدراسة. ومع ذلك، أفادت 61% من المشاركات بتقليل مستويات التوتر، وأوضحت 75% أن شدة الأعراض قد انخفضت.