من دون أدوية.. علاجات نفسية جديدة تخفف آلام الظهر المزمنة

يعاني الكثيرون من ألم الظهر المتواصل والمزمن نتيجة ممارسات خاطئة سواء في العمل أو في الأمور اليومية، ويمكن علاجه بطرق مختلفة أبرزها العقاقير المتنوعة، لكن أبحاث جديدة توصلت إلى طريقتين مختلفتين قادرتين على علاج آلام الظهر.

أظهرت الدراسة التي نٌشرت في المجلة الطبية الأمريكية JAMA Network Open، أن استخدام العلاج بواسطة اليقظة الذهنية والعلاج السلوكي المعرفي أدى إلى تحسين جودة حياة الأشخاص الذين كانوا يتناولون المسكنات المختلفة لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة، وشعر المشاركون في الدراسة بألم أقل وخفضوا جرعات أدويتهم في الأشهر التي تلت بدء هذه العلاجات.

علاج آلام الظهر المزمنةعلاج آلام الظهر المزمنة

آلام ظهر متواصلة لأكثر من 5 سنوات

أوضحت أستاذة التخدير وطب الأسرة والمجتمع وعلوم الصحة العامة في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، الدكتورة ألكسندرا زغيرسكا، أن جميع المشاركين في الدراسة كانوا يعانون من آلام ظهر متوسطة إلى شديدة بشكل مزمن، حيث استمرت معاناتهم لأكثر من خمس سنوات في معظم الحالات، وجرّبوا خلالها عدة علاجات مختلفة دون نجاح يُذكر.

وأضافت "زغيرسكا": "لقد شكك كثيرون في فعالية العلاج المقترح، ما يجعل النتائج الإيجابية التي تحققت خلال التجربة أكثر أهمية وإثارة للاهتمام"، حسب موقع "Health" المتخصص في الأخبار الصحية.

آلام أسفل الظهر المزمنة

تُعد آلام أسفل الظهر المزمنة من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً على مستوى العالم، حيث تُظهر البيانات أن نسبة 28% من الأمريكيين يعانون منها، ومع ذلك، تظل خيارات العلاج المتاحة محدودة إلى حد كبير.

وفي هذا السياق، كشفت دراسة نُشرت في شهر مارس الماضي عن نتيجة مقلقة، حيث أظهرت أن 10% فقط من العلاجات غير الجراحية لآلام أسفل الظهر أثبتت فعالية كبيرة في تخفيف الأعراض.

هل تعانين من آلام الظهر؟آلام أسفل الظهر المزمنة

الأفكار والسلوكيات السلبية وتفاقم ألم الظهر

خلال العلاج السلوكي المعرفي، استطاع الأفراد المشاركون التعرّف على الأفكار والسلوكيات السلبية التي قد تُفاقم الألم أو تعيق النشاط اليومي واكتساب مهارات في حل المشكلات عن طريق التأمل، والمراقبة الذاتية، من أجل إعادة صياغة أنماط التفكير السلبية والتعامل بشكل أفضل مع الألم.

أما في العلاج القائم على اليقظة الذهنية فيُركز على تمكين الأشخاص من تنمية الوعي بالتجارب الجسدية والمشاعر والأفكار دون إصدار أحكام أو ردود فعل تلقائية، وممارسة التأمل لتعزيز التركيز على اللحظة الراهنة وتخفيف التوتر المرتبط بالألم.

قيّمت الدراسة حالة 770 بالغاً يتناولون المواد المسكنة والأفيونية لعلاج آلام أسفل الظهر المزمنة، وكان متوسط ​​أعمار المشاركين حوالي 58 عاماً، وكانوا يعانون من آلام تتراوح بين المتوسطة والشديدة، وتدهور في جودة حياتهم.

لمدة 8 أسابيع، حضر المشاركون جلسات جماعية أسبوعية لمدة ساعتين، ثم طُلب منهم ممارسة ما تعلموه بمفردهم لمدة 30 دقيقة يومياً خلال 6 أيام في الأسبوع، وذلك طوال فترة الدراسة التي استمرت 12 شهراً.

نتائج إيجابية.. ألم أقل وحياة أفضل

لم يواصل إلا حوالي 70% من المشاركين الدراسة بعد مرور 6 أشهر، لكن النتائج أظهرت أن هؤلاء المشاركين، بغض النظر عما إذا كانوا قد خضعوا لـ علاج السلوكي المعرفي أو اليقظة الذهنية، قد عانوا مما يلي:

العلاج السلوكي المعرفيالعلاج السلوكي المعرفي

- ألم أقل

- انخفاض في الاستخدام اليومي للمواد المُسكنة

- حركة أفضل للجسم

- تحسين نوعية الحياة

تؤكد "زغيرسكا" أن العلاج السلوكي المعرفي ليس "حلاً سريعاً"، مشيرةً إلى الحاجة لممارسته بانتظام لتحقيق نتائج فعالة.