هل يمكن للعقل أن يشفي نفسه؟ اليقظة الذهنية سلاح جديد لمواجهة القلق المزمن

القلق المزمن مشكلة يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم وتؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، بينما تعتمد العلاجات التقليدية للقلق على الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أظهرت دراسة جديدة نشرت في JAMA Network Open، أن ممارسة اليقظة الذهنية قد تكون فعّالة بنفس القدر في تخفيف أعراض القلق.

القلق العرضي إذا تحول إلى اضطراب يؤثر على جودة الحياةالقلق العرضي إذا تحول إلى اضطراب يؤثر على جودة الحياة

تأثيرات القلق وأعراضه

القلق العرضي أمر طبيعي لكن إذا أصبح مستمراً أو مفرطاً فقد يتحول إلى اضطراب يؤثر على جودة الحياة، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعاني حوالي 301 مليون شخص حول العالم من اضطرابات القلق، تشمل أعراض اضطرابات القلق ما يلي:

الشعور بالقلق أو الخوف المفرط

صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات

خفقان القلب ومشاكل في النوم

الشعور بالخطر المستمر أو الذعر

العلاجات التقليدية للقلق

تشمل العلاجات الشائعة اضطرابات القلق الأدوية مثل مضادات الاكتئاب من نوع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل عقار escitalopram، والذي يُعرف باسم Lexapro، تساعد هذه الأدوية على تخفيف القلق من خلال زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، ومع ذلك ترتبط هذه الأدوية ببعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان أو زيادة الوزن كما أنها قد تسبب الإدمان عند استخدامها لفترات طويلة.

اليقظة الذهنية كبديل

وفقاً لدراسة أجراها المعهد الوطني للصحة النفسية في بيثيسدا، ماريلاند، فإن اليقظة الذهنية قد تكون فعّالة مثل الأدوية في تخفيف أعراض القلق، ركزت الدراسة على برنامج تقليل الإجهاد القائم على اليقظة الذهنية (Mindfulness-Based Stress Reduction - MBSR) الذي يدمج التأمل واليوغا.

شارك في الدراسة 276 بالغاً يعانون من اضطرابات القلق وتم تقسيمهم إلى مجموعتين؛ تلقت مجموعة علاجاً بعقار escitalopram، بينما حضرت المجموعة الأخرى جلسات MBSR التي تعلموا فيها تقنيات التأمل واليقظة، بعد 8 أسابيع أظهرت النتائج أن كلا المجموعتين قد شهدتا انخفاضاً مشابهاً في مستويات القلق مما يشير إلى أن اليقظة الذهنية قد تكون بديلاً فعّالاً للأدوية.

الفعالية والآثار الجانبية

في حين أظهرت الدراسة أن عقار escitalopram كان أسرع في تخفيف الأعراض في البداية إلا أن كلا العلاجين أظهرا نفس الفعالية بعد 8 أسابيع، ومع ذلك عانى المشاركون الذين تناولوا الدواء من آثار جانبية أكثر حوالي 78.6% من الأشخاص الذين تلقوا العلاج الدوائي أبلغوا عن آثار جانبية، بينما كانت نسبة الذين أبلغوا عن أي آثار جانبية في مجموعة اليقظة الذهنية حوالي 15.4% فقط.

اليقظة الذهنية بديلاً جذاباً للأشخاص الذين يعانون من القلقاليقظة الذهنية بديل جذاب للأشخاص الذين يعانون من القلق

الفوائد طويلة الأمد

تشير نتائج الدراسة إلى أن اليقظة الذهنية قد تكون بديلاً جذاباً للأشخاص الذين يعانون من القلق خاصة أولئك الذين يرغبون في تجنب الآثار الجانبية المرتبطة بالأدوية، هذه النتائج تقدم دعماً قوياً لممارسة اليقظة الذهنية كـ علاج طبيعي وآمن للقلق.