دراسة صادمة: المصابون بمتلازمة داون أكثر عرضة للسكتات الدماغية بـ5 أضعاف
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Journal of Internal Medicine أن الأفراد المصابين بـ متلازمة داون معرضون لخطر متزايد للإصابة بالسكتات الدماغية ومشاكل القلب لا سيما مع التقدم في العمر، الدراسة التي أجراها فريق بحثي بقيادة آني بيدرسن، الحاصلة على درجة الدكتوراه من معهد الطب الحيوي بجامعة جوتنبرغ في السويد، استخدمت بيانات من سجلات وطنية شملت أكثر من 5,100 شخص من المصابين بمتلازمة داون وجرى مقارنتهم بمجموعة ضابطة مكونة من أكثر من 250,000 شخص من عامة السكان.
المصابون بمتلازمة داون أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية
سكتات دماغية بمعدلات تفوق المعتاد
توصل الباحثون إلى أن المصابين بمتلازمة داون معرضون لخطر أعلى للإصابة بـ السكتة الدماغية الإقفارية، حيث بلغت نسبة الخطورة (HR) 4.41، مقارنةً بالأشخاص غير المصابين، كما زاد خطر السكتة الدماغية النزفية لدى هذه الفئة بشكل أكبر، حيث بلغ (HR) 5.14.
ويعني ذلك أن احتمال تعرض المصابين بمتلازمة داون لسكتة دماغية سواء ناتجة عن نقص التروية أو النزف يزيد بأربعة إلى خمسة أضعاف مقارنةً بعامة الناس.
نوبات قلبية لدى الفئات الأصغر سناً
وفي حين كان خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب الحاد (النوبة القلبية) متقارباً بين المجموعتين بشكل عام، إلا أن الباحثين رصدوا ارتفاعاً ملحوظاً في هذا الخطر بين المصابين بمتلازمة داون الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، وهو ما يشير إلى أن مشاكل القلب لا تقتصر على كبار السن فقط بل تبدأ في سن مبكرة لدى هذه الفئة.
مضاعفة الخطر بوجود عوامل إضافية
أوضحت الدراسة أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية يرتفع بدرجة أكبر لدى المصابين بمتلازمة داون الذين يعانون من عوامل خطر إضافية، مثل التصلب العصيدي (HR: 12.67) أو اضطرابات انصمامية (HR: 10.35)، وبالمقارنة فإن هذه النسب أعلى بكثير من الأشخاص في المجموعة الضابطة الذين لا يعانون من عوامل خطر.
خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
دعوة لإعادة النظر في استراتيجيات الوقاية
كتب الباحثون في"Journal of Internal Medicine": "تشير نتائجنا إلى طيف مختلف من عوامل الخطر القلبية الوعائية لدى المصابين بمتلازمة داون ما يوجب تعديل استراتيجيات الفحص والوقاية الأولية والثانوية"، ودعوا إلى ضرورة تطوير برامج صحية مخصصة لهذه الفئة تأخذ في الاعتبار الخصائص الفريدة للحالة.
كما شدد الفريق البحثي على أهمية توجيه الدراسات المستقبلية نحو فهم أعمق للآليات الفيزيولوجية التي تفسر هذا التفاوت في المخاطر وهو ما قد يفتح المجال أمام تحسين الرعاية الصحية وتطوير إرشادات وقائية جديدة تتناسب مع احتياجات المصابين بمتلازمة داون.
