في دراسة حديثة نُشرت بمجلة "Journal of the American Geriatrics Society"، كشف باحثون أن كبار السن الذين يحافظون على تفاعل اجتماعي نشط يتمتعون بعمر أطول مقارنة بأقرانهم ممن يعيشون في عزلة، ولم تعد العلاقات الاجتماعية مجرد مظهر من مظاهر نمط الحياة بل تحوّلت إلى عامل مؤثر في الصحة العامة وطول العمر، بحسب ما تؤكده نتائج الدراسة.كبار السن الذين يحافظون على تفاعل اجتماعي نشط يتمتعون بعمر أطول
اعتمدت الدراسة على بيانات مأخوذة من "Health and Retirement Study" لعام 2016، واشتملت على عينة مكونة من نحو 2300 أمريكي تجاوزوا سن الستين، تم تقسيم المشاركين إلى 3 مجموعات: تفاعل اجتماعي عالٍ، ومتوسط، ومنخفض، وعلى مدار فترة الدراسة تم تحليل أسلوب حياتهم ومدى انخراطهم في أنشطة اجتماعية مختلفة مثل النوادي والأعمال التطوعية والتفاعل الأسري.
أظهرت النتائج أن الأشخاص المنخرطين في أنشطة اجتماعية بدرجة عالية أو متوسطة انخفض لديهم خطر الوفاة بنسبة 42% و47% على التوالي مقارنةً بمن كانوا يعيشون في عزلة اجتماعية، وتشير التحليلات إلى أن بعض أشكال التفاعل الاجتماعي تؤثر بشكل مباشر وفعّال على تقليل خطر الوفاة.
على سبيل المثال، انخفض خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 51% لدى كبار السن الذين شاركوا في أعمال تطوعية، أما أولئك الذين انضموا إلى نوادٍ اجتماعية أو رياضية فقد سجلوا انخفاضاً في معدل الوفاة بنسبة 28%، كما ساهم اللعب مع الأحفاد في تقليل الخطر بنسبة 18%.
يرى الباحثون أن الانخراط في الحياة الاجتماعية يحفّز النشاط البدني ويبطئ من مظاهر الشيخوخة البيولوجية، وهو ما أشار إليه الدكتور أشرف أبوغرون، أستاذ مساعد بجامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو، قائلاً: "البقاء نشطاً اجتماعياً يتعدى كونه مجرد خيار في نمط الحياة فهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشيخوخة الصحية وطول العمر".
توصي الدراسة بأن يكون تعزيز التفاعل الاجتماعي هدفاً أساسياً في برامج رعاية المسنين ليس فقط لتحسين الحالة النفسية والجسدية بل لرفع معدلات البقاء على قيد الحياة، وتشجع النتائج على اعتماد أنشطة مجتمعية متنوعة من بينها الانضمام إلى الفعاليات التطوعية أو النوادي الاجتماعية وقضاء وقت أكبر مع الأحفاد.تحسين الحالة النفسية لدى كبار السن
رغم النتائج اللافتة، يشير الباحثون إلى أن هذه الأرقام تستند إلى تحليل إحصائي عام، مؤكدين أهمية استشارة الأطباء والمتخصصين لتقديم نصائح مخصصة بحسب الحالة الفردية لكل شخص.