بعد التخرج من الجامعة يشعر الكثير من الخريجين بتحديات نفسية قد تصل إلى ما يُعرف بـ "اكتئاب ما بعد التخرج"، رغم أنه ليس تشخيصاً رسمياً للصحة العقلية، إلا أن هذه الظاهرة شائعة بين الخريجين الجدد، وغالباً ما تنشأ نتيجة للضغوط المرتبطة بالتغيير وضغوط الحياة المهنية والقلق حول المستقبل، يتسبب هذا التحول في مرحلة البلوغ وما يصاحبه من تساؤلات حول الهوية والهدف في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
تتعدد الأسباب التي تجعل الخريجين الجدد عرضة للاكتئاب بعد التخرج، التغيرات المفاجئة والانتقال من بيئة جامعية منظمة إلى عالم العمل غير المؤكد يعزز مشاعر الفوضى والإحباط، ويواجه الخريجون تحديات عديدة مثل إيجاد وظيفة ثابتة وتلبية التوقعات الاجتماعية ومعايشة الفجوة بين ما كانوا يأملون فيه وبين واقع الحياة بعد التخرج، كذلك يمر الجيل الحالي من الشباب بالعديد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية مما يزيد من شعورهم بالعجز.
أسباب اكتئاب ما بعد التخرج
تؤثر عدة عوامل فردية في مدى تعرض الشخص للاكتئاب بعد التخرج، من أبرز هذه العوامل العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل الاستقرار المالي والشعور بالقبول الاجتماعي، ووفقاً لدراسة أجرتها شركة Deloitte في 2021 يشعر ثلثا المشاركين من الجيل Z بالقلق بشأن وضعهم المالي بعد التخرج، كما أن الطلاب ذوي الدخل المنخفض والطلاب من الأقليات العرقية والطلاب المثليين والنساء هم الأكثر عرضة لهذا الاكتئاب.
تشمل أعراض اكتئاب ما بعد التخرج مجموعة من المشاعر والمشاكل الصحية التي قد تشبه أعراض الاكتئاب الكبير، أبرز هذه الأعراض:
الحزن الشديد
فقدان الدافع والرغبة
الشعور بالانفصال عن الأصدقاء والعائل
الإحساس بالعجز والذنب
آلام جسدية أو مشاكل هضمية بدون سبب واضح
أعراض اكتئاب ما بعد التخرج
من المهم أن يكون الشخص واعياً لهذه الأعراض حيث يمكن أن يظهر الاكتئاب بعد التخرج بشكل خفي ما يعني أن الشخص قد يبدو ناجحاً من الخارج بينما يعاني داخلياً.
في الوقت الذي قد يبدو فيه اكتئاب ما بعد التخرج غير قابل للتجنب يمكن للخريجين -حسب "Newport Institute"- اتخاذ خطوات فعالة لبناء القدرة على التعامل مع هذه التغيرات، منها:
يعد تكوين شبكة من الأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعات اجتماعية وسيلة رائعة لتقليل مشاعر العزلة والقلق، من المهم الحفاظ على هذه العلاقات حتى بعد التخرج من خلال اللقاءات المنتظمة ومشاركة الآمال والتحديات.
الاهتمام بالتغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يقلل من مستويات التوتر ويعزز من الاستقرار النفسي.
يُنصح بممارسة التمارين الرياضية
من خلال إعادة تأطير التغيير على أنه فرصة لاستكشاف أشياء جديدة مثل تحديات استكشاف المدينة الجديدة أو تعلم مهارات جديدة، يمكن أن يشعر الخريجون بالتحفيز والتركيز بدلاً من الاستسلام لـ مشاعر السلبية.
من الضروري أن يتعامل الخريجون مع الضغوط المالية بحذر، وأن يتعلموا كيفية إدارة ميزانيتهم وتحقيق الاستقرار المالي، ما يساعد على تقليل الشعور بالعجز.
إذا استمرت أعراض اكتئاب ما بعد التخرج قد يحتاج الشخص إلى علاج متخصص لدعمه في التغلب على هذه التحديات.