سجّلت الولايات المتحدة -للمرة الأولى منذ عام 1993- انخفاضاً في متوسط العمر المتوقع، حيث أصبح الأمريكيين خاصة من تقل أعمارهم عن 65 عاماً يموتون في سنّ أصغر، ما أثار قلقاً واسعاً بين الباحثين في مجال الصحة العامة، وفقاً لتقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
بحسب البيانات الرسمية فإن متوسط العمر المتوقع للرجال الأمريكيين المولودين في عام 2015 بلغ 76.3 عاماً بينما بلغ 81.2 عاماً للنساء، مقارنة بـ76.5 للرجال و81.3 للنساء في عام 2014، ورغم أن الفارق يبدو طفيفاً، إلا أن هذا الانخفاض يُعدّ مؤشراً على تدهور صحي أوسع نطاقاً.
تراجع في معدلات العمر بين الجنسين
أرجع الباحثون هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل المعقدة منها ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب والخرف والحوادث العرضية لا سيما بين الأطفال الرضّع، وتُظهر الإحصاءات أن أمراض القلب التي ما زالت تحتل المرتبة الأولى في أسباب الوفاة بأمريكا شهدت زيادة بنسبة 0.9% في معدل الوفيات مقارنة بعام 2014 على الرغم من أن الزيادة نفسها ليست كبيرة فإن أثرها كبير نظرًا لأن أمراض القلب تحصد أرواحًا تفوق بأربع مرات أي سبب آخر للوفاة.
وأشار الباحثون إلى أن السمنة، التي ترتبط بمضاعفات مثل السكري والسكتات الدماغية وربما الزهايمر، تُمثل أحد العوامل الرئيسية في هذا التدهور إلى جانب محدودية الوصول إلى العلاج الفعال.
يُذكّر هذا الانخفاض بالأزمة الصحية التي شهدتها أمريكا في عام 1993 حين أدى تفشي فيروس HIV/AIDS والإنفلونزا وجرائم القتل والحوادث إلى انخفاض العمر المتوقع آنذاك، كما أشار الباحثون إلى أن متوسط العمر كان قد استقرّ دون تحسن واضح خلال السنوات الثلاث التي سبقت عام 2015، ما اعتُبر مؤشراً سلبياً مبكراً.
مؤشرات مقلقة منذ ما قبل 2015
وسط هذه المعطيات القاتمة جاء خبر إيجابي وهو انخفاض وفيات الأورام بنسبة 1.7%، وقد عزا الخبراء هذا التحسن إلى مزيج من التوعية بأساليب الحياة الصحية والتقدم في العلاجات الطبية، وفقاً لما نشر في دورية Journal of the American Medical Association.
في مقارنة دولية، تحتل اليابان المرتبة الأولى عالميًا في متوسط العمر المتوقع عند 83.7 عاماً، تليها سويسرا وإسبانيا بمعدل 83.3 عاماً، أما سيراليون فتأتي في ذيل القائمة بمتوسط عمر متوقع يبلغ 50.1 عاماً فقط، حسب إحصاءات World Health Organization.