بعد تفشي مرض الإيدز بين مواطنيها.. بريطانيا تعترف بفضيحة الدم الملوث

يعد الإيدز من الأمراض الأكثر فتكاً حول العالم، وحتى الآن لم يتوصل العلماء إلى علاج رادع لهذه الحالة المرضية، ووسط التخوفات من الإصابة به أو تفشيه حول العالم، تجاهلت الحكومة البريطانية إصابة آلاف المواطنين بـالتهاب الكبد والإيدز، نتيجة حصولهم على "دم فاسد" لسنوات.

اعترفت الحكومة البريطانية بإصابة 30 ألف مريض بفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي منذ سبعينيات إلى تسعينيات القرن العشرين، ووفاة أكثر من 3000 شخص حتى الآن، بسبب "فضيحة الدم الملوث".

الإصابة بالإيدز بعد فضيحة الدم الملوث في بريطانياالإصابة بالإيدز بعد فضيحة الدم الملوث في بريطانيا

فضيحة الدم الملوث في بريطانيا

وفي كشف مروع جديد، أشار التحقيق، الذي قاده بريان لانجستاف-القاضي السابق بالمحكمة العليا الذي قاد التحقيق- إلى أن مئات الأشخاص الذين أصيبوا أثناء الولادة ربما ما زالوا يعيشون دون تشخيص أو وعي بمرضهم، وأوصى بأن يخضع المرضى الذين ربما خضعوا لعمليات نقل دم قبل عام 1996 لاختبار التهاب الكبد الوبائي C.

ومن جانبه، اعتذر رئيس الحكومة البريطانية "ريشي سوناك" للضحايا وعائلتهم، وأقر بتعويضات مؤقتة لهم، قائلاً: "هذا يوم عار بالنسبة للدولة البريطانية".

وقالت الحكومة البريطانية إن الآلاف من ضحايا فضيحة الدم الملوث سيحصلون على 100 ألف جنيه إسترليني تعويضات مؤقتة "في أقرب وقت ممكن".

ويُعتقد أن هناك أكثر من 4000 ضحية على قيد الحياة، ووُصف الأمر بأسوأ كارثة علاجية في تاريخ هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والتي توفي خلالها حوالي 2400 شخص، نقلاً عن "Independent".

بداية مأساة تلوث الدم والإصابة بالإيدز

تبين أن 120 شخصاً من الضحايا كانوا يعانون من تخثر الدم، فلجأت الحكومة إلى استيراد بلازما الدم خلال سبعينيات القرن الماضي من الولايات المتحدة، من أجل صناعة دواء لعلاج هذه المشكلة الصحية.

وفي وقت لاحق اتضح أن الأمصال التي توصلوا لها مُحملة بفيروس نقص المناعة البشرية، أما بالنسبة للجزء الثاني من المرضى، فتم حقنهم بدم فاسد محمل بفيروسات، غير معروف مصدره هل من الولايات المتحدة الأمريكية أم تبرع به مدمنو مخدرات أو أشخاص يقضون عقوبات في السجن البريطاني.

وبالرغم من التعويضات والاعتذارات المستمرة، ما زال الضحايا يشعرون بالخزي والعار جراء إصابتهم، ويقولون إن التعويضات وتحرك الحكومة ما هو سوى خدعة من أجل الانتخابات فقط المقرر إقامتها هذا العام.