وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام دواء Dupixent (الاسم العلمي: dupilumab) لعلاج البالغين والمراهقين من عمر 12 عاماً فأكثر المصابين بـ الشرى التلقائي المزمن (CSU) والذين لم تتحسن حالتهم رغم تناول مضادات الهيستامين من النوع H1، وتُعد هذه الموافقة أول تقدم علاجي موجّه لهذا المرض منذ أكثر من 10 سنوات ما يمثل بارقة أمل لمرضى يعانون من أعراض حادة ومستمرة تؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم.الشرى التلقائي المزمن
الشرى التلقائي المزمن (Chronic Spontaneous Urticaria - CSU) هو اضطراب جلدي يتميز بظهور مفاجئ ومتكرر لـ الطفح الجلدي (الشرى أو الأرتيكاريا) والحكة دون وجود سبب واضح أو محدد ويستمر لفترة تزيد عن 6 أسابيع.
أبرز خصائص المرض:
الطفح الجلدي: يشبه الانتفاخات أو البقع المرتفعة الحمراء وغالباً ما تظهر وتختفي بسرعة لكن قد تتكرر بشكل يومي تقريباً.
الحكة الشديدة: واحدة من أكثر الأعراض المزعجة التي تؤثر على النوم والنشاط اليومي.
لا يرتبط بمثير خارجي واضح: على عكس بعض أنواع الشرى الناتجة عن الحساسية أو التحسس من الطعام أو الحرارة أو الضغط، فإن الشرى التلقائي لا يُعرف له محفّز واضح.
طبيعة مناعية: يُعتقد أن المرض ناتج عن خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى إفراز مادة الهيستامين بشكل مفرط من الخلايا البدينة (mast cells) مما يسبب التورم والحكة.
Dupixent هو جسم مضاد أحادي النسيلة يُحقن تحت الجلد ويعمل على تعطيل مسارات إنترلوكين-4 وإنترلوكين-13 (IL-4 وIL-13) المرتبطة بالالتهاب من النوع الثاني من دون أن يكون مثبطاً للمناعة، ويُعطى للبالغين بجرعة 300 ملجم كل أسبوعين بعد جرعة أولية، أما المراهقون فتُحدد الجرعة حسب الوزن، ويُمكن إعطاؤه في العيادة أو المنزل تحت إشراف طبي وخاصة في حالة المراهقين.
استندت الموافقة على نتائج دراستين سريريتين من المرحلة الثالثة، شملت مرضى لم يسبق لهم تلقي أدوية بيولوجية وظلوا يعانون من الأعراض رغم العلاج بمضادات الهيستامين، وقد أظهرت الدراسات أن Dupixent كعلاج إضافي خفف بشكل كبير من شدة الحكة والنشاط الكلي للشرى (مزيج من الحكة والطفح الجلدي) مقارنة بالعلاج الوهمي بعد 24 أسبوعاً، كما زادت فرص المرضى في تحقيق استجابة كاملة أو مرض متحكم فيه.
دراسة ثالثة قدمت بيانات أمان إضافية وركزت على مرضى لم يستجيبوا بشكل كافٍ أو لم يتحملوا العلاج بمضادات IgE، وظلوا يعانون من الأعراض رغم تناول مضادات الهيستامين، وفقاً لما نُشر في مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology.
أظهرت نتائج السلامة في الدراسات الثلاث أن الآثار الجانبية كانت متوافقة مع ملف الأمان المعروف للدواء، وأبرز الأعراض الجانبية التي ظهرت بنسبة تفوق 2% مقارنة بـ العلاج الوهمي كانت التفاعلات الموضعية في موقع الحقن.
أوضح الدكتور جورج يانكوبولوس، الرئيس العلمي لشركة Regeneron وأحد المخترعين الرئيسيين للدواء، أن الموافقة الجديدة ترفع عدد الأمراض المزمنة التي يُستخدم فيها Dupixent إلى سبعة، معظمها مرتبطة بالتهاب من النوع الثاني مثل التهاب الجلد التأتبي والربو وهي أمراض يمكن أن تتزامن مع CSU.التهاب الجلد التأتبي
يجري حالياً اختبار Dupixent في دراسات المرحلة الثالثة لعلاج أمراض إضافية مثل الحكة المزمنة مجهولة السبب ومرض الفقاع الفقاعي والتهاب الجلد البسيط المزمن، ولم يتم بعد تقييم الأمان والفاعلية لهذه الاستخدامات من قِبل أي هيئة تنظيمية.