يُعتبر الطول من الخصائص الجسدية التي تحظى باهتمام كبير في المجتمعات، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن له تأثيرات عميقة تتجاوز المظهر الخارجي لتصل إلى جوانب صحية ونفسية عديدة عند الرجال، حيث أشارت دراسات حديثة إلى وجود علاقة معقّدة بين طول القامة ومخاطر الإصابة بأمراض معينة، وكشفت عن ميزات صحية فريدة يتمتع بها أصحاب الأطوال المختلفة.
في السطور التالية تستعرض بوابة صحة العوامل التي تؤثر في طول الرجال، وتوضح العلاقة بين بين الطول والصحة العامة للجسم.
عوامل تؤثر في طول الرجال
يحتاج الجسم إلى العناصر الغذائية للبقاء على قيد الحياة، فنقص المعادن كالزنك والحديد يسببان سوء التغذية، ما يؤثر في نمو الطبيعي للشخص وطوله بناء على الجينات.
الإصابة باضطرابات أو أمراض وراثية قد تؤثر في طول الرجل وطريقة نمو وتطور الجسم؛ فإذا عانى الرجل أثناء طفولته من ضخامة الأطراف بسبب أورام الغدة النخامية أو الورم العصبي الليفي، أو من التقزم ونقص هرمون النمو، فإن كل ذلك يؤثر سلباً على طول الجسم، وفقاً لموقع Cleveland Clinic.
لا يمكن اعتبار الطول دليلاً دائماً على الصحة، فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كوين ماري في لندن (QMUL)، بناءً على بيانات 800,000 شخص من مختلف أنحاء العالم، أن الأفراد طوال القامة أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني -وهو اضطراب في نظم القلب ينشأ في الأذينين العلويين- ما يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب.
وأشارت الدكتورة إيريني مارولي، المشرفة الرئيسية على الدراسة، إلى وجود علاقة بين زيادة الطول واضطرابات الغدة الدرقية، إضافةً إلى حالات مرتبطة بتلف الأعصاب المحيطية الممتدة من الحبل الشوكي إلى الأطراف.
وجود علاقة بين زيادة الطول واضطرابات الغدة الدرقية
وعلى الرغم من المخاطر الصحية المرتبطة بطوال القامة (الذين يبلغ طولهم 1.8 متر فما فوق)، توجد بعض الجوانب الإيجابية، حيث يتمتع طوال القامة بتنوع أكبر في الميكروبيوم المعوي، لامتلاكهم جهازاً هضمياً أطول قادراً على استيعاب نطاق أوسع من الكائنات الدقيقة، حسب صحيفة The Telegraph.
من جانبه، أكد الباحث في جامعة بريستول البريطانية، الدكتور توم ريتشاردسون، أن الأشخاص طوال القامة عادةً ما يتمتعون بمستويات أفضل من الدهون في الدم وضغط دم منخفض، لافتاً إلى ميزة إضافية للطول تتمثل في وجود تجاويف شريانية أكثر اتساعاً تقلل من احتمالية الانسداد.