العديد من الآباء يشعرون بالقلق حول كيفية تربية أطفالهم بشكل صحيح دون تدليلهم بشكل مفرط، في حين أن الدلال قد يبدو كطريقة لتجنب دموع أو نوبات غضب الأطفال، إلا أن الإفراط فيه يمكن أن يؤدي إلى العديد من العواقب السلبية على تطورهم الشخصي.
من المهم أن يتعلم الطفل من سن مبكرة أن هناك حدوداً وسلوكيات مقبولة وغير مقبولة، ووفقاً لـAmerican Academy of Pediatrics (AAP)، فإن الأطفال يبدأون في اختبار حدود والديهم منذ مرحلة الطفولة المبكرة، وإذا لم يلتزم الآباء بالقواعد أو استسلموا لطلبات الأطفال بعد نوبات غضب يتعلم الطفل أن هذه الوسائل تؤدي إلى الحصول على ما يريد، وبالتالي ينشأ الطفل معتقداً أنه يستطيع التلاعب بمشاعر الآخرين لتحقيق رغباته.
إعطاء الطفل مهام منزلية مناسبة لعمره هو وسيلة فعالة لتنمية الشعور بالمسؤولية لديه، الأطفال الذين يشاركون في الأعمال المنزلية مثل ترتيب الكتب أو حمل الأطباق البلاستيكية إلى المطبخ يتعلمون قيمة العمل والمشاركة، لذا يوصي (AAP) بإعطاء الأطفال مهاماً يشارك فيها الجميع مثل ترتيب الطاولة، ما يساعد الأطفال على التركيز على احتياجات الآخرين بدلاً من التفكير في أنفسهم فقط.
إشراك الأطفال في الأعمال المنزلية ينعكس على شخصيتهم
من الضروري ألا يحمي الآباء الأطفال من كل خيبة أمل قد يواجهونها في حياتهم، قد يشعر الطفل بالإحباط إذا تم إلغاء موعد للعب أو إذا لم يحصل على لعبة معينة، ولكن هذه المواقف تساعده على تعلم كيفية مواجهة خيبات الأمل بتواضع، حماية الأطفال من التجارب السلبية بشكل مفرط قد يؤدي إلى تدليلهم، وجعلهم غير قادرين على التكيف مع المواقف الصعبة.
تدريب الطفل على التعاطف مع الآخرين وإشراكه في الأنشطة الخيرية يمكن أن يساعده على تطوير شعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، وعندما يرى الطفل والديه يقدمون المساعدة للآخرين يتعلم أن العالم ليس كله يدور حوله، ويمكن للآباء أن يشاركوهم في أعمال تطوعية أو تبرعات، ما يعزز من شعور الطفل بالعطاء والرحمة.
تعليم الأطفال المشاركة في أعمال تطوعية أو تبرعات
إذا كان الآباء يهددون طفلاً بعواقب معينة دون تنفيذها فهذا يعلم الطفل أن التهديدات ليست جادة، لذا من الضروري أن يكون الآباء حازمين في قراراتهم حتى لا يظن الطفل أنه يمكنه التلاعب بهم وعدم تنفيذ العواقب المقترحة قد يخلق طفلاً مدللاً يتوقع أن يتم تلبية طلباته مهما كان السلوك الذي يقوم به.
إحدى المشكلات التي يمكن أن تنتج عن الإفراط في استخدام كلمة "لا" هي أن الطفل قد يبدأ في تجاهلها، معتقداً أنها مجرد رد فعل غير فعال، لذلك من الأفضل اختيار المعارك بعناية، وفي بعض الأحيان يمكن تلبية رغبات الطفل بشكل معقول عندما يكون سلوكه جيداً، ما يساعد على تعزيز التواصل الإيجابي بين الطفل ووالديه.