في العقدين الأخيرين، أصبح الوصول إلى المحتوى الإباحي أسهل من أي وقت مضى، بفضل الإنترنت ومحركات البحث التي تتيح الوصول إلى كميات ضخمة من المواد الإباحية، لكن على الرغم من سهولة الوصول فإن لهذه الظاهرة سلبياتها، ومن أبرز هذه السلبيات هو تأثيرها على الأفراد من جميع الأعمار خاصة مع زيادة الاستخدام المفرط، ما قد يؤدي إلى التعود والإدمان.
يقول جاستن ليه ميلر، المستشار العلمي في Arcwave، إن إدمان المواقع الإباحية ليس تشخيصاً معترف به في الطب النفسي التقليدي، ومع ذلك يشير إلى أن الاستخدام المفرط للمحتوى الإباحي قد يكون مرتبطاً ببعض الاضطرابات مثل اضطرابات التحكم في الاندفاع أو مشاكل في المزاج.
مشاهدة الإباحية تسبب اضطرابات التحكم في الاندفاع
ومن جانبها، قالت ساشا أندروز، الخبيرة الجنسية في HeraHaven.ai، إن مشاهدة الإباحية بشكل مفرط تشترك في بعض الصفات مع الإدمان السلوكي مثل عدم القدرة على التحكم في السلوك وتأثيره على الحياة اليومية، حسب موقع "AskMen".
لا يقتصر تأثير الإباحية على الأذى النفسي فقط بل يتعدى ذلك ليشمل تأثيرات جسدية وعاطفية، فعند مشاهدة الكثير من المحتوى الإباحي قد يصبح الشخص أقل استجابة للمحفزات الجنسية الطبيعية، ما يؤدي إلى مشاكل مثل ضعف الانتصاب أو تأخر القذف وهي حالات يعرفها الخبراء باسم "الإدمان الناجم عن الإباحية"، وهذه الحالة قد تؤثر على العلاقات الشخصية حيث يشعر الطرف الآخر بالعزلة والخيبة نتيجة تراجع الحميمية.
تُشير الدراسات إلى أن ما بين 3% و17% من البالغين يعانون من مشكلة استخدام الإباحية بشكل مفرط، فإذا كنت تشعر أن مشاهدة المواقع الإباحية تؤثر على حياتك اليومية أو تؤدي إلى مشاعر من القلق أو العزلة فإن هذا قد يكون مؤشراً على أن هناك مشكلة بحاجة للتعامل معها.
ولتقييم ما إذا كان هذا السلوك يمثل إدماناً يمكن الانتباه إلى بعض الأعراض، مثل: الشعور بالذنب أو العجز عن التوقف عن المشاهدة رغم محاولاتك وتفضيل مشاهدة الإباحية على التفاعل الاجتماعي أو الجنسي الطبيعي.
علامات أنك مدمن إباحية
إذا كنت تشعر أن علاقتك بالمحتوى الإباحي تضر بحياتك الشخصية يمكن اتخاذ خطوات عملية للحد من هذه العادة، يُنصح أولاً بالتوجه إلى أخصائي علاج جنسي معتمد للحصول على المساعدة المهنية حيث يمكنه مساعدتك في تحديد السبب الرئيسي لهذه المشكلة ووضع خطة علاجية مناسبة، علاوةً على ذلك يمكن التحدث مع شريك موثوق به أو صديق لدعمك في تخطي مشاعر الخجل التي قد تكون مرتبطة بمشاهدة الإباحية.
قد تكون الخطوة الأولى هي تقليل وقت مشاهدة المحتوى الإباحي أو استبداله بأنواع أخرى من المحتوى العاطفي أو الترفيهي، ويقترح الخبراء أيضاً استخدام برامج لحجب المواقع الإباحية على الأجهزة الرقمية لضمان عدم التوجه إليها بشكل غير متوقع، ومن الطرق الأخرى المفيدة: الانخراط في الأنشطة الاجتماعية أو ممارسة الهوايات التي تعزز التواصل الطبيعي مع الآخرين.