تشير دراسات عديدة إلى أن الأطفال في العصر الرقمي يتعرضون لـ المحتوى الإباحي في مراحل عمرية مبكرة، ووفقاً لتقرير صادر عن "Australian Institute of Family Studies" فإن حوالي 50% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عاماً قد واجهوا محتوى جنسي صريح خلال الشهر الماضي، ويحدث هذا التعرض المبكر غالباً عن غير قصد أثناء تصفح الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعاني الأطفال الذين يتعرضون لهذه المواد من ارتباك وضيق نظراً لعدم نضوجهم لفهم المحتوى الذي يشاهدونه، ما يؤدي إلى تشكيل إدراك مشوه للجنس والعلاقات ويؤثر على تطورهم النفسي والاجتماعي.مشاهدة المواد الإباحية العنيفة وزيادة السلوك العدواني لدى الأطفال
توصلت دراسات إلى وجود صلة بين مشاهدة المواد الإباحية العنيفة وزيادة السلوك العدواني لدى الأطفال، ووفقاً لدراسة في "Journal of Youth and Adolescence" فإن المحتوى الإباحي المليء بالعنف يعزز القبول المجتمعي للسلوكيات العدوانية خاصة تلك المتعلقة بالإكراه الجنسي، فالأطفال الذين يشاهدون هذا النوع من المحتوى قد يرون السلوك العدواني في العلاقات كأمر طبيعي، ويمكن أن يتجسد هذا السلوك في العدوان الجسدي والإهانة اللفظية أو حتى التحكم المفرط في العلاقات.
المواد الإباحية تساهم في تشويه فهم الأطفال للحدود الجنسية، وفقًا لـ"Peter & Valkenburg 2016"، يتعرض الأطفال لتصورات غير دقيقة عن الجنس حيث يتم تصويره كممارسة تخلو من العاطفة أو الموافقة المتبادلة، هذا الفهم المشوه قد يدفع بعض الأطفال للقيام بسلوكيات غير لائقة تجاه أقرانهم مثل التحرش الجنسي أو التقدمات غير المرغوبة مما يؤدي إلى خلق بيئة غير آمنة.
يتسبب التعرض للإباحية في مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب خاصة عند المراهقين، ووفقاً لدراسة في Journal of Applied Developmental Psychology فإن مشاهدة الأطفال لمثل هذا المحتوى تؤثر على صورتهم الذاتية حيث يبدأون في مقارنة أنفسهم بمعايير غير واقعية للجمال والأداء الجنسي، علاوة على ذلك يشعر الأطفال بالخجل أو الذنب تجاه ما شاهدوه مما قد يعرقل تطورهم العاطفي والاجتماعي بشكل صحي.يوصى بإجراء حوارات صريحة بين الآباء والأطفال حول الجنس
التواصل المفتوح: توصي American Psychological Association بإجراء حوارات صريحة بين الآباء والأطفال حول الجنس مما يقلل اعتماد الأطفال على المصادر غير المناسبة.
الرقابة الأبوية: برامج مثل NetSmartz تساعد في مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال.
التعليم الجنسي الشامل: يجب أن تتضمن المناهج الدراسية مواضيع عن الموافقة والعلاقات الصحية.