كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine أن نظام الصيام المتقطع المعروف باسم 4:3 قد يكون أكثر فاعلية في فقدان الوزن من تقليل السعرات الحرارية اليومية، عند اتباعه لمدة 12 شهراً.الصيام المتقطع أكثر فاعلية في فقدان الوزن
أجرى الدراسة باحثون من University of Colorado School of Medicine وشملت 165 مشاركاً من البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتم تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين: إحداهما اتبعت نظام الصيام 4:3 (صيام 3 أيام غير متتالية أسبوعياً مع استهلاك 20% فقط من السعرات، وتناول الطعام بشكل طبيعي باقي الأيام)، والأخرى خضعت لنظام تقليل السعرات بنسبة 34.3% يومياً.
بعد عام من المتابعة، أظهرت النتائج أن مجموعة الصيام 4:3 فقدت في المتوسط 7.6% من وزن الجسم مقارنة بـ5% فقط لدى مجموعة تقليل السعرات، كما أن 58% من متبعي نظام 4:3 فقدوا على الأقل 5% من وزنهم مقابل 47% فقط في المجموعة الأخرى.
إضافة إلى ذلك رُصدت تحسينات أكبر في المؤشرات القلبية والتمثيل الغذائي بين من اتبعوا الصيام المتقطع مثل انخفاض ضغط الدم الانقباضي وتحسن مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية وسكر الدم الصائم، أما مجموعة تقليل السعرات فحققت نتائج أفضل من حيث ضغط الدم الانبساطي وارتفاع الكوليسترول الجيد (HDL) رغم أن بعض هذه الفروقات لم تكن حاسمة إحصائياً.
وقالت الدكتورة فيكتوريا أ. كاتيناتشي، أستاذة مشاركة في جامعة كولورادو والمؤلفة الرئيسية للدراسة، إن تقليل السعرات يومياً قد يكون صعباً من حيث الالتزام بالنسبة للعديد من الأشخاص، موضحة أن نظام 4:3 يوفر بديلاً غذائياً فعّالاً يمكن الاستمرار عليه لفترات أطول خاصة عند دعمه ببرنامج سلوكي لفقدان الوزن.
أوضح الدكتور مير علي، الجراح في MemorialCare Surgical Weight Loss Center، أن فوائد الصيام 4:3 كانت "متواضعة"، لكنه أشار إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتحديد أفضل جدول للصيام المتقطع يناسب فئات عمرية وجنسية مختلفة.
في حين ربطت خبيرة التغذية مونيك ريتشارد النتائج بما يُعرف بـ"الارتباك الأيضي" أو "تناوب السعرات" مما يساعد الجسم على حرق الدهون بكفاءة أعلى، لكنها شددت على أن نجاح أي نظام غذائي يظل مرتبطاً بعدة عوامل فردية منها الحالة النفسية والاجتماعية.تجنّب الإفراط في تناول الطعام في أيام عدم الصيام
هناك عدة عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار قبل تجربة نظام الصيام المتقطع 4:3 من بينها استخدام أدوية مثل الإنسولين أو أدوية الضغط والتأثيرات النفسية كالشعور بالغضب أو الصداع عند الجوع، بالإضافة إلى تأثير النمط الغذائي على الحياة الاجتماعية.
ونصح الخبراء بالبدء التدريجي في تطبيق النظام ومشاركة التجربة ضمن مجموعة دعم وتجنّب الإفراط في تناول الطعام في أيام عدم الصيام، مع ضرورة الرجوع إلى أخصائي تغذية معتمد (RDN) لضمان سلامة التطبيق ومراعاة العوامل الوراثية الفردية.