تزايد الحديث في السنوات الأخيرة عن التأثيرات الصحية لفيروس COVID-19 ولم تقتصر هذه التأثيرات على الجهاز التنفسي فقط بل امتدت لتشمل الأوعية الدموية والأعصاب والدماغ، ما أثار تساؤلات حول علاقة الفيروس بضعف الانتصاب (ED)، وبينما لم يحسم الباحثون وجود رابط قاطع فإن الدراسات حول هذا الموضوع في ازدياد ملحوظ.
تشير دراسة نُشرت عام 2023 في "health line" إلى أن الإصابة السابقة بفيروس SARS-CoV-2 ترتبط بزيادة خطر الإصابة بضعف الانتصاب بنسبة 27%، كما توصلت دراسة أخرى أجريت عام 2021 على ما يقرب من 500,000 شخص إلى وجود علاقة ملحوظة بين الإصابة بـ COVID-19 وظهور أعراض ضعف الانتصاب.
أظهرت دراسة وجود علاقة بين الإصابة بـ COVID-19 وضعف الانتصاب
دراسات إضافية، وإن كانت محدودة الحجم، دعمت هذا الاتجاه وذهبت إلى أن الفيروس قد يسهم في تفاقم الحالة لدى من يعانون أصلاً من ضعف الانتصاب وليس التسبب فيها فقط.
تقوم هذه الخلايا بتبطين الأوعية الدموية وتنظيم تمددها وانقباضها، يؤدي الضرر الذي يحدثه الفيروس لهذه الخلايا إلى صعوبة تدفق الدم إلى القضيب، ما يعتبر شرطاً أساسياً لتحقيق الانتصاب.
يرتبط COVID-19 بتأثيرات عصبية قد تطال الأعصاب المرتبطة بالوظيفة الجنسية بما في ذلك تلك التي تتحكم في الانتصاب نتيجة إصابات الدماغ أو الأعصاب.
تُظهر بعض الأبحاث أن القلق والتوتر والاكتئاب الناتج عن الإصابة بـ COVID-19 يمكن أن يلعب دوراً في ظهور ضعف الانتصاب وهو ما يعزز فرضية التأثير النفسي إلى جانب البيولوجي.
التوتر والاكتئاب الناتج عن الإصابة بـ COVID-19 قد يسبب ضعف الانتصاب
دراسة صغيرة نُشرت عام 2022 لفتت إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بضعف الانتصاب بعد الإصابة بـCOVID-19 وهو ما يعكس تداخل عوامل الخطر.
تأثير كوفيد طويل الأمد على أجهزة الجسم المختلفة قد يجعل ضعف الانتصاب أحد مضاعفاته المحتملة، وتشير دراسة كبيرة نُشرت عام 2022 إلى تحسن في وظيفة الانتصاب بعد 3 أشهر من الإصابة ورغم استمرار ارتفاع معدلات ED، خاصة لدى من تجاوزوا الأربعين أو من يعانون من اكتئاب حاد، أما دراسة نُشرت عام 2023 فأوضحت أن التحسن في ضعف الانتصاب قد يستمر خلال السنة الأولى بعد العدوى.
كوفيد طويل الأمد يؤثر على أجهزة الجسم المختلفة ويسبب ضعف الانتصاب
في حال تسبب COVID-19 بضعف الانتصاب قد تتحسن الحالة مع مرور الوقت، ويمكن للأطباء المساعدة في تحديد السبب واقتراح العلاج المناسب سواء من خلال تغييرات في نمط الحياة أو الأدوية مثل sildenafil (Viagra)، وvardenafil (Levitra، Staxyn)، وtadalafil (Cialis) أو الحقن بـ alprostadil (Caverject، Edex، Muse)، كما أن الجراحة تبقى خياراً متاحاً في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.