يترعرع الطفل منذ ولادته على تناول الطعام بشكل سليم، فيُكوِن علاقة صحية مع الطعام تلقائياً، أي يتناول الطعام عندما يجوع ويتوقف عندما يشعر بالامتلاء والشبع، وبالتالي نجد أن مستويات النمو لدى الأطفال في السنوات الأولى تزداد بشكل ملحوظ نتيجة لإتباعه سلوكيات صحية تجاه الطعام.
مع تقدم عمر الطفل، تتزايد المؤثرات الخارجية التي تدفعه للأكل المفرط، بدافع الملل أو العواطف أو كوسيلة للعناد والمقاومة، وهي مراحل نمو طبيعية، لكن على الآباء توجيه الطفل نحو التغذية الصحية، وتجنب استخدام الطعام كوسيلة للابتزاز، لمساعدته على مواجهة مشاعره بدلاً من إشباعها بالطعام، وتجنب الهشاشة النفسية الناتجة عن ذلك.
يجب أن نعطي الطفل كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها ولكن هذا لا ينسينا أهمية التركيز مع رغبات وآراء الأطفال تجاه الطعام لأن ذلك سيساهم في تشكيل علاقة إيجابية داخله نحو الطعام ويعزز من شعوره بالثقة والاختيار الواعي دون خوف وإجبار.
نعطي الطفل كافة العناصر الغذائية مع التركيز على رغباته
لذا يجب أن تتضمن كل وجبة تقدمها لطفلك على نوع أو نوعين من الأطعمة التي يحبها لتشجيع الطفل لتناول ما يكفي من الطعام وعلى الجانب الآخر، يجب أن تكون منفتحاً بشأن تفضيلات طفلك، وعليك تقبل أنه لن يحب دائماً ما تقدمه له، وهذا لأننا لا نتفق في الأذواق.
ولكي تخلق علاقة سليمة لطفلك تجاه الطعام، عليك تجنب استخدام الطعام كمحفز أو مكافاة على السلوكيات الإيجابية، لأن ذلك قد يربط الطعام بالعاطفة ويجذب طفلك إلى تناول الطعام لأسباب أخرى غير الجوع، حسب موقع Healthline.
عليك احترام قدرة طفلك على تناول الطعام، بل شجعه على الإستماع إلى إشارات الجوع لديه، وكيفية التوقف عن الطعام عند الشبع حتى يستطيع الطفل أن يصنع علاقة متوازنة وواعية مع الأكل دون إجبار أو ضغوطات خارجية.
احرص على تقديم الوجبات في هدوء دون وجود للمشتتات الخارجية أي يكون الطفل جالساً على الطاولة دون وجود ألعاب حوله، وإيقاف التلفزيون أو الهاتف المحمول حتى لا ينشغل بهم بعيداً عن تناول الطعام.
تقديم الوجبات دون مشتتات خارجية كالتلفزيون أو الهاتف
لتحسين عادات طفلك الغذائية، حدد أنت الوجبات المغذية، مع الأخذ بعين الاعتبار تفضيلاته، واشرح له أنه لا خيار بديل لهذا الطعام، بهذا، سيقل إحساسه بالجوع الاصطناعي، ويتحول الطعام إلى حاجة بيولوجية ضرورية لنموه ونشاطه، بدلاً من وسيلة لإشباع حاجات عاطفية.