تعاني النساء من انخفاض الخصوبة مع التقدم في العمر، كما أن الحمل بعد سن الأربعين قد يمثل بعض الخطر لاحتمال حدوث مضاعفات، وإذا كان عمرك أربعين عاماً وخضعت لعملية استئصال الورم الليفي الرحمي وتفكرين في الإنجاب بعدها، فهناك احتمالات ناجحة لحمل صحي وإنجاب طفل سليم.
قبل التحدث عن الخطوات التي عليكِ اتخاذها للحمل بعد إجراء استئصال الورم، فيجب رصد معلومات حول ما هو الورم الليفي وشكل الجراحات المختلفة لإزالته؟
معلومات عن الورم الليفي بالرحمالأورام الليفية هي أورام حميدة غير سرطانية يمكن أن تنمو في الرحم وهي شائعة بين النساء في سن الإنجاب، وتختلف في العدد والحجم، كما يمكن أن يكون ورم واحد أو أكثر وبعضها ينمو لحجم أكبر يمكنه تشويه الجزء الداخلي والخارجي للرحم، وملء منطقة الحوض أو المعدة وتبدو المريضة وكأنها حامل.
وتنمو الأورام الليفية داخل الجدار العضلي للرحم أو يمكنها الانتفاخ داخل تجويف الرحم وتُسمى بـ"الأورام الليفية تحت المخاطية"، وأخرى يمكنها النمو بالجزء الخارجي للرحم، ويمكن اكتشافه أثناء فحص الحوض أو من خلال الموجات فوق الصوتية "السونار" أثناء الحمل، وذلك بحسب موقع "Mayo Clinic".
ورغم عدم معاناة الكثير من المصابات بأي أعراض، لكنها قد تظهر على أخريات وتشمل نزيف الحيض الثقيل، وزيادة مدة الدورة الشهرية، إضافة إلى ضغط الحوض والألم، وكثرة التبول أو صعوبتها، إلى جانب حدوث إمساك وألم في منطقة المعدة أو أسفل الظهر وحتى أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
هناك عدة عوامل تلعب دوراً في نمو الأورام الليفية بالرحم من بينها:
1-تغير الجينات
يحدث تغير في جينات الأورام الليفية تختلف عن تلك الموجودة في خلايا عضلات الرحم.
2-الهرمونات
قد يتسبب هرمونا الأستروجين والبروجستيرون في زيادة سماكة الأنسجة الموجودة داخل الرحم خلال كل دورة شهرية استعدادًا للحمل، ونمو الأورام الليفي
ة أيضاً؛ ولهذا تنكمش الأورام بعد انقطاع الطمث وانخفاض مستويات الهرمون.
الأورام الليفية والحمل
رغم أن الأورام الليفية في الغالب لا تتداخل مع الحمل، لكن بعضها خاصة التي تنمو تحت الغشاء المخاطي داخل الرحم يمكنها التسبب في العقم أو فقدان الرحم، وحتى حدوث مضاعفات أثناء الحمل كانفصال المشيمة، وتقييد نمو الجنين، وحتى حدوث ولادة مبكرة.
يمكن إزالة الورم الليفي للحفاظ على الرحم والقدرة على الحمل من خلال عملية الاستئصال التي يتم إجراؤها بإحدى الطرق التالية:
1-الجراحة التقليدية بفتح جزء من أسفل البطن.
2- المنظار من خلال عدة شقوق صغيرة، ويكون الشفاء أسرع.
وتحمل طرق إزالة الأورام الليفية بعض المخاطر مثل النزيف والعدوى وإمكانية نمو الأورام الليفية.
ووجه هريشيكيش باي، استشاري أمراض النساء وأخصائي العقم، عدة نصائح للنساء فوق سن الأربعين للاستعداد للحمل بعد استئصال الورم الليفي، مشيراً إلى مخاطره المحتملة أيضاً، وفقاً لموقع "Boldsky.com".
الاستعداد للحمل بعد استئصال الورم الليفي
1-من الضروري اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة لرعاية صحتك، والالتزام بالقيود المفروضة على الأدوية والأنشطة خلال فترة التعافي.
2- تناول نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام بهدف الاستعداد للحمل، ومناقشة أي مخاوف بشأن القدرة على الحمل وصحة جسدك مع الطبيب.
3- حال مواجهتك صعوبة في الحمل بعد استئصال الورم الليفي، ربما يوصي الطبيب بعلاجات لزيادة الخصوبة إضافة إلى تقليل التوتر لأنه يؤثر على فرص الحمل.
4-ربما يصف الطبيب فيتامينات لتقوية الجسم وأدوية أخرى لتنظيم الدورة الشهرية وتحسين فرص الحمل.
كلما تقدمت المرأة في العمر خاصة بعد 35 عاماً فهناك احتمال لوجود مخاطر عند الحمل من بينها: زيادة خطر الإجهاض خاصة بعد سن الأربعين، وحدوث تشوه للكروموسومات يتسبب في ولادة طفل مصاب بمتلازمة داون.
كما أن النساء الأكبر سناً أكثر عرضة للولادة المبكرة أو القيصرية، ويزيد لديهن خطر التعرض لسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم.
وبهذا فإن مرحلة التعافي من جراحة استئصال الورم الليفي رحلة شخصية بحاجة إلى الشفاء الجسدي وتغيير نمط الحياة والقدرة على العودة للروتين اليومي بفترة قصيرة، وهذا يعتمد على مدى الالتزام بتعليمات الطبيب والحالة النفسية الجيدة.