يعاني العديد من البالغين من مشكلات النوم المزمنة مثل الأرق وتوقف التنفس أثناء النوم، حيث تشير بيانات عام 2022 إلى أن 39% من الأشخاص فوق سن 45 عاماً في الولايات المتحدة لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، ويرتبط هذا النقص بزيادة خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي وفقاً لدراسات سابقة.النوم يتيح للدماغ فرصة التوقف عن معالجة العالم الخارجي
توضح ناتالي هوغلوند، الباحثة في جامعتي كوبنهاجن وأكسفورد، لموقع Medical News ،Today أن النوم يتيح للدماغ فرصة التوقف عن معالجة العالم الخارجي والتركيز على مهام الصيانة مثل إزالة "النفايات العصبية"، كما تشير دراسة حديثة في Nature Medicine إلى أن معدلات الإصابة بالخرف بعد سن 55 عاماً تضاعفت مقارنة بالعقود السابقة مما يبرز الحاجة إلى دراسة العوامل المؤثرة على صحة الدماغ.
في دراسة نُشرت في Cell، وصف الباحثون كيف يتم تنشيط النظام الجليمفاتي خلال النوم غير المرتبط بحركة العين السريعة (non-REM sleep) مما يساعد على إزالة النفايات العصبية المرتبطة بـ الأمراض التنكسية مثل ألزهايمر، حيث لاحظ الباحثون أن التذبذبات البطيئة لناقل النورإبينفرين العصبي بالتزامن مع تدفق الدم والسائل الدماغي النخاعي (CSF) تلعب دوراً أساسياً في هذه العملية.
وتوضح مايكن نيدرجارد، أستاذة في جامعتي روتشستر وكوبنهاجن، أن الدماغ يفتقر إلى الأوعية الليمفاوية المسؤولة عن إزالة النفايات في باقي أعضاء الجسم، ويعتمد بدلاً من ذلك على السائل الدماغي النخاعي لتنظيف أنسجته من الجزيئات غير المرغوب فيها، مضيفة أن النورإبينفرين يؤثر على انقباض الأوعية الدموية مما يساعد على ضخ السائل الدماغي النخاعي عبر الدماغ وهي آلية حيوية لتنشيط النظام الجليمفاتي.
تشير الدراسة إلى أن "الزولبيديم" أحد أدوية النوم الشائعة والمعروف تجارياً باسم Ambien قد يعطل هذه التذبذبات مما يثبط قدرة الدماغ على التخلص من النفايات العصبية أثناء النوم، حيث تساعد مساعدات النوم في تسهيل النوم لكنها قد تؤثر سلباً على الفوائد الطبيعية للنوم التجديدي؛ لذا يوصي الأطباء باستخدام هذه الأدوية لفترات قصيرة فقط كملاذ أخير.النوم الجيد يعزز الصحة العامة
على الرغم من هذه النتائج يرى بعض الخبراء أن القلق بشأن تأثير "الزولبيديم" قد يكون مبالغاً فيه، وأنه من غير المرجح أن تفوق التأثيرات السلبية المحتملة للدواء فوائده في تحسين جودة النوم، ولا يوجد حتى الآن إجماع علمي حول سبب الحاجة إلى النوم لكن من المعروف أن النوم الجيد يعزز الصحة العامة.