يعاني الشباب من معدلات مرتفعة من القلق والاكتئاب مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، لكن رغم ذلك لا يسعون لـ العلاج النفسي بالقدر الكافي، إذ أوضحت دراسة نشرت في Journal of the American) Medical Association JAMA) أن نصف الشباب المصابين بالاكتئاب لا يحصلون على أي خدمات للصحة النفسية.
وأشارت دراسة أخرى نُشرت في (Healthy Minds Study 2023–2024) إلى أن 50% من طلاب الجامعات تم تشخيصهم بمشكلة نفسية خلال حياتهم، بينما يعاني 34% من أعراض قلق متوسطة إلى شديدة، و13% لديهم أفكار انتحارية.
ورغم هذه الأرقام المقلقة لا يزال العديد من الشباب يواجهون عوائق تحول دون حصولهم على العلاج النفسي، والتي يستعرضها التقرير التالي:ارتفاع تكاليف العلاج النفسي العائق الأكبر
يُعد ارتفاع تكاليف العلاج النفسي العائق الأكبر، حيث ذكر 55% من الشباب أنهم لا يستطيعون تحمل النفقات، ورغم أن بعض خطط التأمين الصحي تغطي العلاج النفسي، فإن الكثير من الشباب غير مدركين لهذا الأمر، كما توفر العديد من المستشفيات الخيرية عيادات متخصصة لتقديم الدعم النفسي.
قال 38% من الشباب إنهم لا يعرفون كيف أو أين يمكنهم العثور على العلاج النفسي المناسب، لذا فإن البحث عن برامج معتمدة من جهات موثوقة يمكن أن يساعد في العثور على رعاية جيدة.
رغم تزايد الوعي بـ الصحة النفسية لا يزال بعض الشباب يعتقدون أنهم قادرون على تجاوز مشكلاتهم النفسية دون مساعدة، حيث ذكر ثلث المشاركين في الدراسات أنهم لم يسعوا للعلاج لهذا السبب، وفي بعض العائلات والثقافات قد يُنظر إلى القلق والاكتئاب كدليل على الضعف مما يجعل الشباب يترددون في البحث عن المساعدة.
قال 23% من الشباب إنهم يخشون الدخول إلى مستشفى للعلاج النفسي أو إجبارهم على تناول أدوية لا يريدونها، ويرجع هذا الخوف جزئياً إلى الصور النمطية السلبية عن العلاج النفسي في وسائل الإعلام والتي غالباً ما تكون غير دقيقة.
قد يتردد بعض الشباب في طلب العلاج خوفاً من أن يؤثر ذلك على عملهم، خاصة إذا كان تأمينهم الصحي مرتبطاً بالوظيفة، كما أنهم قد يقلقون بشأن الحاجة إلى إجازات متكررة لحضور جلسات العلاج.المخاوف بشأن السرية
أعرب أغلب المشاركين في الدراسة عن قلقهم من أن يكتشف الآخرون أنهم يتلقون علاجاً نفسياً، لكن القوانين تضمن سرية معلومات المرضى ولا يمكن الكشف عنها دون موافقتهم.
رغم هذه العوائق تتوفر خيارات علاجية متعددة تتناسب مع احتياجات الشباب بما في ذلك العلاج الفردي والبرامج العلاجية المكثفة والعلاج السكني، مما يسهل الحصول على الدعم المناسب في الوقت المناسب.