يواجه كثيرون خطر التعرض للمواد الكيميائية السامة من خلال أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء، وتكشف الدراسات الحديثة أن هذه الأدوات قد تحتوي على مواد مقاومة للهب التي تستخدم في صناعة الإلكترونيات والأثاث ولكنها يمكن أن تضر بالصحة عندما يتم استخدامها في المنتجات اليومية مثل حاويات الطعام أو أدوات المطبخ، وتُشير دراسة نشرت في Chemosphere 2024 إلى أن هذه المواد قد تؤثر على الهرمونات وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
بعض أدوات المطبخ والألعاب تحتوي على البرومين المسبب للسرطان
تستخدم المواد الكيميائية المقاومة للهب لجعل المنتجات أكثر مقاومة للاشتعال، بينما يُسمح باستخدامها في الإلكترونيات ويمكن أن تصبح هذه المواد خطراً عندما يتم إعادة تدوير البلاستيك الأسود من الأجهزة الإلكترونية القديمة لاستخدامه في أدوات غير مخصصة لمقاومة الحريق.
وأظهرت دراسة في سبتمبر 2024 شملت 203 منتجات من أدوات المطبخ والألعاب، أن 20% من هذه المنتجات تحتوي على مستويات عالية من مواد مثل البرومين التي ترتبط بمخاطر صحية كبيرة بما في ذلك السرطان والاضطرابات الهرمونية.
تعد المواد البرومينية من أخطر المواد المقاومة للهب، حيث تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان والتأثيرات العصبية وأضرار تناسلية ونمائية، وفي دراسة أخرى أُجريت في 2024 أظهرت أن الأشخاص الذين تعرضوا لهذه المواد في مستويات عالية كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان بنسبة تصل إلى 300% وتظهر الأدلة أيضاً أن هذه المواد يمكن أن تتسرب إلى الطعام أو الألعاب مما يزيد من خطر تعرضنا لها يومياً.
تتم إضافة المواد الكيميائية المقاومة للهب إلى العديد من المنتجات البلاستيكية المصنوعة من النفايات الإلكترونية بما في ذلك أدوات المطبخ أثناء عملية إعادة التدوير قد ينتهي البلاستيك المعاد تدويره في منتجات غير مخصصة لمقاومة الحريق مما يسبب تسرب المواد السامة، وتم العثور على مستويات مرتفعة من المواد السامة مثل ديكابروموديفينيل إيثر (decaBDE) في صينية سوشي بلاستيكية سوداء وهو ما يعكس وجودها في العديد من الأدوات البلاستيكية الأخرى.
يٌنصح باختيار أدوات مطبخ خشبية أو من الفولاذ المقاوم للصدأ
لتقليل التعرض لهذه المواد السامة يُنصح بالابتعاد عن البلاستيك الأسود واختيار أدوات مطبخ خشبية أو من الفولاذ المقاوم للصدأ، كما يجب أيضاً تجنب شراء الألعاب أو إكسسوارات الشعر المصنوعة من البلاستيك الأسود، علاوة على ذلك يُفضل التخلص من هذه المنتجات في القمامة بدلاً من إعادة تدويرها لتجنب تلوث المنتجات المستقبلية.
يشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية لحظر المواد السامة في المنتجات الاستهلاكية، في حين أن بعض الدول قد فرضت حظراً على استخدام هذه المواد، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تفتقر إلى تشريعات قوية تمنع استخدامها في المنتجات اليومية، ويؤكد الخبراء على أهمية تحسين الرقابة والحد من هذه المواد للحفاظ على صحة المستهلكين.
وتعتبر هذه المواد الكيميائية جزءاً من مشكلة أكبر تتعلق بتعرضنا للسموم في حياتنا اليومية، ورغم صعوبة تجنبها تماماً إلا أن اتخاذ خطوات لتقليل التعرض والاهتمام بنمط حياة صحي يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر الصحية الناجمة عنها.