تربية الأطفال صعبة، وبعض الآباء يعتقدون أن معاقبتهم مفتاح التأديب، وبينما نسمع الآن عن الأطفال والمراهقين المتنمرين، فيمكن لبعض الآباء أن يكونوا كذلك حيث يميلون إلى العداونية والتسلط ما يضر بنفسية الطفل وتؤثر على نموه.
استخدام الآباء للإساءة والتلاعب العاطفي يجعل الأطفال متنمرين
أظهرت دراسة عام 2016، مدعومة بتحليل تلوي عام 2013، ارتباط طريقة تربية الأطفال بتحولهم إلى متنمرين، كالإساءة والتلاعب العاطفي، حسب مجلة Child Abuse & Neglect.
وتكشف "بوابة صحة" عن أساليب التربية المسببة لجعل الأطفال متنمرين، وتسلط الضوء على الآباء المتنمرين والعلامات التي تكشف عنهم.
قالت أخصائية أعصاب الأطفال، بوجا كابور، إن استخدام الآباء للقوة البدنية والعاطفية ضد أبنائهم نوع من أنواع التسلط والتنمر في التربية، ويعتبر أسلوباً أحادي الاتجاه أي يضع الوالد إرشادات صارمة بجميع جوانب حياة الطفل ولا يوجد مجال للتفاوض، كما يتوقع الآباء من أطفالهم الحفاظ على هذه القواعد مع عدم ارتكاب أي أخطاء.
وأوضحت أن ارتكاب الطفل للأخطاء يجعله عرضة للعقاب من الأب المتنمر الذي يعتبر في الأساس أقل رعاية لأطفاله لكن توقعاته ناحيتهم عالية، حسب "Onlymyhealth".
ومن بين العلامات التي تدل على أن الأب متنمراً هي استخدام العنف الجسدي في التأديب، وجعل العقاب أداة تأديب، واستخدام التهديد والإهانة والإذلال، وإرغام الطفل على الشعور بالذنب وتجاهل مشاعره، ووضع توقعات عالية غير واقعية، إضافةً إلى التوجه نحو الكمال وعدم ترك أي مجال للأخطاء.
العدوانية تؤثر على الطفل فيصبح سريع الغضب
أوضحت كابور أن أسلوب تربية الأباء المتنمرين، رغم ظهوره بسلوك حسن لدى الأطفال خوفاً من العقاب، إلا أنه ينتج عنه عدوانية عالية، وخجل، وعدم قدرة على اتخاذ القرارات الذاتية، وصعوبة في إدارة الغضب، وانخفاض احترام الذات.
لفتت أخصائية الأعصاب إلى أن تربية الأطفال لا تتطلب العدوانية بل الصبر وفهم نفسية الطفل، مشيرةً إلى أن الآباء الذين يمارسون التنمر يعاني أطفالهم من انخفاض احترام الذات، والخوف من الفشل، ويفتقدون إلى المهارات الإبداعية حيث يتبعون فقط الأوامر بسبب الخوف من العقاب.