من المعروف أن المشكلات النفسية تُلقي بظلالها على الجسد؛ ففي الوقت الذي تعاني فيه من التوتر لفترات طويلة، قد تلاحظ ظهور حالات صحية متعلقة بجسدك، مثل الربو الذي يتفاقم بسبب زيادة التوتر.
في السطور التالية تكشف بوابة صحة، في اليوم العالمي للربو، سر العلاقة بين التوتر أو الضغط النفسي وبين الربو.
يعتبر الربو من الأمراض التي تؤثر في مختلف الفئات العمرية، ويعد -وفقاً لمنظمة الصحة العالمية- المرض المزمن الأكثر انتشاراً بين الأطفال؛ فعندما تعاني من التوتر يفرز الجسم هرمونات تُضيِّق المسالك الهوائية، وتجعل التنفس أكثر صعوبة، وتظهر أعراض أخرى مثل السعال والصفير.
قال موكيش باترا المتخصص في الطب البديل، إنه عند الشعور بالتوتر، يطلق الجسم هرمونَي الأدرينالين والكورتيزول؛ ما يؤدي إلى صعوبة التنفس، وضعف المناعة على المدى الطويل، فيكون المرضى أكثر عُرضةً للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي التي تفاقم أعراض الربو.
ووفقاً لدراسة أجريت عام 2020، فإنه عندما يتعرض الفرد لضغوطات متعددة، خاصةً خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، تتطور لديه أعراض الربو عند تشخيصه في مرحلة البلوغ، حسب مجلة "Annals of Allergy, Asthma & Immunology".
سيدة تعاني التوتر والضغط النفسي
للتوتر تأثير غير متوقع على العقل والجسم؛ حيث يعد الشعور بالقلق من أشكال التوتر، ويسبب تضييق المسالك الهوائية وإعاقة التنفس بطريقة طبيعية؛ ما يزيد حدة أعراض الربو، حسبما نقل موقع "onlymyhealth" عن الطبيب العام "سوميت ساوني".
لا يعد التوتر عدواً للحالة النفسية فقط، بل محفزاً فسيولوجياً للربو أيضاً؛ حيث يعطل التوازن الطبيعي لوظائف الجسم، ويسبب اضطرابات التنفس، وكلما ارتفعت وتيرة التوتر والضغط النفسي زادت حدة أعراض الربو، حسب د. "ساوني".
ومن جانب آخر، أشارت دراسة أُجريت عام 2021، نظر فيها الباحثون في الدراسات والمراجعات التي ربطت بين الضغوطات أو التوتر وبين الربو، بين عامي 2000 و2020، إلى أن العوامل التي تسبب التوتر متورطة في تفاقم أعراض الربو.
ومن العوامل التي لها تأثير غير مباشر على الربو، استهلاك التبغ، وزيادة الوزن، والمعاناة من السمنة الناتجة عن عادات الأكل غير الصحية، إضافةً إلى قلة النشاط البدني، وعدم الالتزام بالعلاجات المرتبطة بالحالات الصحية المختلفة، والملوثات، سواء داخل المنزل أو بالبيئة الخارجية.
ويُنصَح بالحد من تأثير التوتر المرتبط بشدة حالة الربو، من خلال دمج تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس واليوجا وممارسة الرياضة، والنوم الكافي بجانب التركيز على النظام العلاجي للربو، وتجنب المحفزات التي تؤدي إلى تفاقمه، حسب د. "باترا".