حمى القش -تُعرف أيضاً بالتهاب الأنف التحسسي أو حساسية الأنف- من الحالات التي تظهر أعراضها بشكل مشابه لأعراض نزلات البرد، وتتمثل في العطس واحتقان وسيلان الأنف وضغط على الجيوب الأنفية، حيث تنتج كرد فعل تحسسي للمواد المحمولة جواً مثل حبوب اللقاح التي تكثر في الربيع.
وبالرغم من اسمها إلا أنها لا تشير لحدوث حساسية للشخص من القش أو معاناته من الحمى، فنادراً ما يكون القش مسبباً للحساسية، كما أن الحمى ليست من الأعراض، وقد تحدث أعراض شديدة أخرى مثل فقدان حاسة الشم والتذوق والصداع والتعرق مع حكة بالأذنين والشعور بالإرهاق، حسب موقع "Medical News Today".
وتعتبر بخاخات الأنف الستيرويدية -يُطلق عليها "الكورتيكوستيرويدات" علاجاً لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن وحمى القش، ويمكن استخدامها في علاج الشخير والزوائد التي تظهر في الأنف، والنمو غير السرطاني في الممرات الأنفية، حيث تحتوي على هرمونات اصطناعية كالتي يتم إنتاجها بشكل طبيعي في الغدد الكظرية، وتأتي في شكل سائل يرشه المريض في فتحة الأنف.
وعندما يعاني المريض من التهاب الجيوب الأنفية وظهور أعراض مثل الاحتقان والضغط والصداع سيكون بحاجة للبخاخات التي تعمل على الحد من كمية المواد المسببة للحساسية والمهيجات الأخرى التي تدخل البطانة الرطبة لممرات الجيوب الأنفية، والتي تسمى "الغشاء المخاطي"، حيث تساهم في تهدئة استجابة الجسم للمهيجات ما يقلل من التورم والمخاط، وفقاً لموقع "Verywell Health".
ورغم أن الاستخدام قصير أو طويل الأمد لبخاخات الستيرويد الأنفية آمن للأطفال والكبار إلا أنها لا تخلو من الآثار الجانبية.
قد لا تدرك أن رذاذ الأنف الستيرويد الذي تستخدمه لعلاج الحساسية يسبب آثاراً جانبية، لأن أغلبها يشبه آثار الحساسية والتهاب الجيوب الأنفية، وهذا صحيح بشكل خاص إذا كنت قد بدأت تواً في استخدام بخاخات الستيرويد الأنفية لعلاج الحساسية.
وتتضمن الآثار الجانبية التهيج، والشعور بالحكة، والجفاف، والاحمرار، ونزيف الأنف، والتقشير، والاحتراق، ويمكن أن تحدث هذه الأعراض مباشرةً بعد استخدام رذاذ الأنف أو بعد أيام، وفي الأحوال كلها يمكنك التحدث إلى الطبيب لتعديل جرعتك أو تغيير العلاج.
بعض الآثار الجانبية تتعلق بالعينين والجيوب الأنفية، وتشمل العطس والعيون الدامعة، وسيلان الأنف أو انسداده، والصداع، والسعال، وفقدان حاسة التذوق،
رغم أن آثار بخاخات الأنف الستيرويدية على الجسم أقل شيوعاً، إلا أنها قد تحدث لبعض الأشخاص، حيث تضعف وظيفة الجهاز المناعي، وتغير مستويات الهرمونات، وتزيد الضغط على العينين، وقد تؤدي إلى إعتام عدسة العين وتلف الأعصاب في العين الذي يسبب فقدان الرؤية والشعور بالغثيان أو القيء، وفي حالة مواجهتك لها يُنصح بزيارة الطبيب فوراً.
كشفت أبحاث أن الكورتيكوستيرويدات الأنفية آمنة للأطفال، لكن يوجد مخاوف من الاستخدام الطويل لها حيث أشارت دراسة إلى تأثيرها في نمو الأطفال من خلال تسببها في بطء نمو طول الطفل.
أجريت الدراسة على أطفال مصابين بالتهاب الأنف التحسسي الدائم -تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات – 8.5 سنوات- حيث قُسموا إلى مجموعتين، إحداها تتكون من 186 طفلاً حصلوا على بخاخ الأنف الستيرويدي بجرعة 110 ميكروجرام مرة واحدة يومياً، والمجموعة الأخرى تتكون من 187 طفلاً حصلوا على دواء وهمي، وتم ملاحظتهم لمدة عام.
لاحظ الباحثون أن سرعة نمو الأطفال الذين حصلوا على بخاخات الأنف كانت 5.19 سم/ سنة، والمجموعة الأخرى 5.46 سم/سنة، ما يعني أن للبخاخات آثاراً جانبية طفيفة على سرعة نمو الأطفال، حسب مجلة "Journal of Allergy and Clinical Immunology".
لاحظ الأطباء تغيرات في سلوك الأطفال الذين يعالجون الربو من خلال بخاخات الكورتيكوستيرويدات، لكن الأدلة محدودة نتيجة عدم الإبلاغ عن آثار الكورتيكوستيرويدات في سلوك الأطفال.
وما يجب التنويه عنه أن الاستخدام الخطأ المتكرر لبخاخات الأنف يمكن أن يؤدي إلى النزيف وثقب الجاز الأنفي وترقق الأنسجة، ولتجنب الآثار الجانبية يجب رج الزجاجة جيداً قبل الاستخدام ثم توجيه طرف الزجاجة للجانب الخارجي من الأنف مع استنشاق الرذاذ بلطف حتى يدخل للجيوب الأنفية وليس الحلق، مع تجنب العطس لعدم خروج الدواء من الأنف مرة أخرى.