هل جائحة كورونا غيرت سماتنا الشخصية؟ دراسة تكشف مفاجأة بشأن العصبية

أثرت جائحة كورونا "كوفيد-19" بشكل كبير على جوانب مختلفة من حياتنا بما في ذلك السمات الشخصية، وأظهرت دراسات سابقة انخفاضاً مؤقتاً في العصبية خلال بداية الجائحة في عام 2020، لكن دراسة جديدة نشرت في "LOS One" تشير إلى أن هذه التغيرات كانت قصيرة المدى وعادت إلى وضعها الطبيعي بحلول 2021-2022، ومن جهة أخرى أظهرت تغيرات في سمات شخصية أخرى مثل الانفتاح والاتفاق والانبساط في المراحل المتأخرة من الجائحة.التغيرات في سمات الشخصية عبر الزمنالتغيرات في سمات الشخصية عبر الزمن

التغيرات في سمات الشخصية عبر الزمن

سمات الشخصية الخمسة المعروفة هي: العصبية والانبساط والضمير والاتفاق والانفتاح، عادةً ما تكون هذه السمات ثابتة خلال حياة الفرد لكن يمكن أن تؤثر الأحداث المرهقة أو الصادمة على هذه السمات، وبينما أظهرت دراسات تأثيرات الأحداث الطبيعية على سمات الشخصية دون تغييرات ملحوظة كانت جائحة كوفيد-19 حالة استثنائية نظرًا لتأثيرها العالمي.

دراسة لتقييم تأثير الجائحة

استخدمت الدراسة الحالية بيانات من دراسة (Understanding America Study - UAS) التي تابعت مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأشخاص منذ عام 2014، لتقييم تأثير الجائحة على سمات الشخصية، وقسمت الدراسة الجائحة إلى مرحلتين: المرحلة الحادة من مارس 2020 إلى ديسمبر 2020، ومرحلة التكيف التي امتدت حتى فبراير 2022، ووجد الباحثون أن العصبية انخفضت في المرحلة الحادة لكن هذه التغيرات لم تستمر في مرحلة التكيف، حيث عادت مستويات العصبية إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.

الانخفاض في سمات أخرى

بالنسبة للسمات الأخرى مثل الانفتاح والضمير والاتفاق والانبساط أظهرت الدراسة انخفاضاً ملحوظاً في هذه السمات في الفترة من 2021-2022 مقارنة بما قبل الجائحة، ومع ذلك تباين التأثير حسب الفئات العمرية حيث أظهرت الفئات الأصغر سناً تغيرات أكبر في سماتهم.التأثيرات العمريةالتأثيرات العمرية

التأثيرات العمرية

الأفراد الأصغر سناً كانوا أكثر عرضة للتغييرات في شخصياتهم، إذ أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30-64 عاماً شهدوا انخفاضاً أكبر في سمات مثل الاتفاق والضمير، بالمقابل بدا أن الأشخاص الأكبر سناً أظهروا مرونة أكبر في مواجهة هذه التغيرات حيث كانت مستويات سماتهم مشابهة لما كانت عليه قبل الجائحة.

قيود الدراسة والتفسيرات الممكنة

أشار الباحثون إلى أن الدراسة كانت تفتقر إلى مجموعة مقارنة مما يعني أنه لا يمكننا الجزم بأن الجائحة هي السبب الوحيد لهذه التغيرات، كما أن التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية قد تكون أثرت أيضاً على سمات الشخصية في هذه الفترة، بالإضافة إلى ذلك لم تختبر الدراسة تأثيرات كوفيد طويل الأمد بشكل مباشر على هذه التغيرات.