أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة CA: A Cancer Journal for Clinicians أجرتها الجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان أن معدلات تشخيص سرطان الثدي بين النساء دون سن الخمسين آخذة في الارتفاع، كما كشفت أن حالات سرطان الثدي زادت بنسبة 1% سنوياً في الفترة ما بين 2012 و2021، وبين النساء الشابات، أي دون الخمسين، ارتفعت النسبة إلى 1.4% مقارنة بـ0.7% للنساء الأكبر سناً.
معدلات وفاة النساء السود تصل لنسبة 38%
ترى الباحثة أنجيلا جياكوينتو، من الجمعية الأمريكية لمكافحة السرطان والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الأسباب المحتملة لهذه الزيادة تشمل تغيرات في عوامل الخطر بين الأجيال مثل زيادة الوزن المفرطة وتراجع معدلات الخصوبة، يُضاف إلى ذلك نمط الحياة الساكن حيث تبين أن 7% من الحالات ترتبط بقلة النشاط البدني.
تناول الكحول أيضاً يلعب دوراً كبيراً، إذ تشير الأرقام إلى أن 16% من حالات سرطان الثدي ترتبط بتناول الكحول خاصة بين النساء في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.
أظهرت الدراسة تفاوتات عرقية ملحوظة في التشخيص والوفيات المرتبطة بسرطان الثدي بين عامي 2017 و2021، كانت النساء السود والهسبانيات وآسيويات الأصل أكثر عرضة للتشخيص بسرطان الثدي في سن مبكرة مقارنة بالنساء البيض، وبالنسبة للنساء دون سن الخمسين كانت معدلات الوفاة بين النساء السود أعلى بنسبة 38% مقارنة بالنساء البيض.
أشارت الدراسة أيضاً إلى أن النساء من السكان الأصليين لم يشهدن تحسناً ملحوظاً في معدلات الوفيات لعقود وما زلن أكثر عرضة للوفاة بنسبة 6% مقارنةً بالنساء البيض رغم أنهن أقل عرضة للتشخيص بنسبة 10%
للتخفيف من هذه الفجوات العرقية والاجتماعية أكد الباحثون على أهمية تحسين التمثيل في التجارب السريرية وزيادة الوصول إلى الفحص والعلاج عالي الجودة.
الشابات مع تاريخ عائلي قد يحتجن للفحص المبكر
توصي الجهات الطبية في الولايات المتحدة بإجراء فحص تصوير الثدي بـ الأشعة سنويًا للنساء بين 40 و74 عاماً اللاتي لديهن مخاطر متوسطة للإصابة بسرطان الثدي، إلا أن النساء الشابات اللواتي يملكن تاريخاً عائلياً للمرض قد يحتجن إلى البدء في الفحص في سن مبكرة، وفقاً لتوصيات الطبيبة تيفاني أونجر من Cleveland Clinic
تشير "أونجر" إلى أهمية معرفة النساء لشكل صدورهن الطبيعي حتى يتمكنّ من اكتشاف أي تغييرات مبكراً، وقد تشمل الأعراض التي يجب مراقبتها: كتل غير مؤلمة، ألم في الثدي، تورم، تغيرات في الحلمة، وإفرازات غير طبيعية، مؤكدة على أهمية الاستجابة الفورية لأي تغييرات في الثدي حتى لو كانت المريضة صغيرة في السن، حيث تزداد معدلات الإصابة بسرطان الثدي بين النساء الشابات، ما يستدعي زيادة الوعي والكشف المبكر.