حمية "البحر المتوسط".. حل سحري للحفاظ على صحة الكبد

الكبد من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، حيث يعمل كميزان لتوازن النظام الحيوي بأكمله، بسبب أهمية وظائفه وتنوعها بين تنقية الدم وإفراز الصفراء وتخزين الطاقة، لكنه قد يواجه مشاكل صحية مثل التليف والالتهاب والأورام السرطانية، ما يتطلب فهم آلية عمله ومراقبة أدائه لعلاج أي مشكلة طارئة.

وفي السطور التالية تستعرض بوابة "صحة" عالم الكبد وأهميته في صحة جسم الإنسان، وأسباب المشاكل الصحية التي قد تؤثر في عمله، وطرق الوقاية من هذه المشاكل.

وظائف الكبد

يؤدي الكبد دوراً فعالاً في إمداد الجسم بالعديد من الفوائد الصحية والمواد المهمة، مثل إنتاج العصارة الصفراوية، التي تدعم عملية الهضم، وتساعد الأمعاء الدقيقة في امتصاص الدهون والكوليسترول والفيتامينات، إضافةً إلى دوره في تعزيز الجهاز المناعي وتصفية وتنقية الدم.

علامات تدل على خلل في الكبد

من العلامات التي تشير إلى احتمالية وجود خللٍ في وظائف الكبد، اصفرار الجلد والعينين، وألم وانتفاخ في البطن، وتورم في الساقين والكاحلين، وحكة في الجلد، وتغير لون البول، حيث يصبح داكناً، والتعب المزمن، والغثيان أو القيء، وفقدان الشهية، والميل إلى الإصابة بالكدمات، وفقاً لـ"Liverfoundation".

سرطان الكبد

يُشخص أكثر من 800 ألف شخص بسرطان الكبد في جميع أنحاء العالم سنوياً، حيث يعد هذا المرض سبباً رئيسياً لوفيات السرطان عالمياً؛ إذ يفارق الحياة أكثر من 700 ألف حالة وفاة سنوياً، وفقاً لـ"جمعية السرطان الأمريكية".

وحول سبب إصابة المريض بسرطان الكبد، قال د. معتز فتحي سعد، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد لـ"صحتك"، إن تليف الكبد أكبر عوامل الإصابة بسرطان الكبد الأولي، بغض النظر عن سبب التليف؛ سواء كان التهاب كبدي فيروسي مزمن أو التهاب كبدي مناعي، أو نتيجة الإفراط في شرب الكحوليات، أو التهاب الكبد الدهني.

وأضاف أن هناك عوامل أخرى تسبب سرطان الكبد الأولي بجانب التليف، منها التهاب الكبدي الفيروسي المزمن ب أو بعض أنواع السموم زي الأفلاتوكسين (السموم الفطرية)، والتي تنتجها بعض أنواع الفطريات التي تصيب المحاصيل الزراعية مثل الذرة والفول السوداني.

نظام غذائي وقائي

أشار "د. سعد" إلى أهمية اتباع نظام غذائي يُسمى "حمية البحر الأبيض المتوسط" للحفاظ على صحة الكبد، موضِّحاً سبب تسمية النظام بهذا الاسم بأنه شائع في دول شمال البحر المتوسط مثل اليونان وإيطاليا.

وأضاف: "يعتمد النظام الغذائي على البقوليات والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة بشكل أساسي، بجانب تناول الأسماك 3 مرات أسبوعياً، ثم تأتي الدواجن ومنتجاتها، إذ يُنصح بتناولها مرة أو مرتين بالأسبوع مع التقليل قدر الإمكان من الحلويات واللحوم الحمراء"، لافتاً إلى تناول منتجات الألبان والبيض من مرة إلى مرتين في الأسبوع.

وبجانب النظام الغذائي الصحي، أكد "د. سعد" ضرورة ممارسة الرياضة والنشاط اليومي، موضِّحاً أن هذا الروتين من أفضل الأنظمة التي تساعد على علاج دهون الكبد ونزول الإنزيمات الكبدية.

تناول طعام صحي غني بالعناصر الغذائية الهامة، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المضافة والدهون غير الصحية، واتباع تعليمات الأطباء، سيقلل فرص الإصابة، لكن عند ظهور الأعراض، تجب زيارة الطبيب، فكلما كُشف عن المرض مبكراً، تزداد فرص الشفاء.