تشير إفرازات الجسم بوجه عام إلى وجود مشاكل صحية؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تكون إفرازات الثدي علامة على سرطان الثدي، وتعد إفرازات الأذن أو العين، من العلامات الواضحة على الالتهاب، ولكن هل تعلم أن "سرة البطن" أيضاً تخرج منها إفرازات بسبب بعض المشاكل الصحية الكامنة.
توجد العديد من الأسباب خلف خروج إفرازات صفراء أو بيضاء أو بنية أو ممزوجة بدم ذات رائحة كريهة من سرة البطن؛ حيث تتراكم الجراثيم في هذه المنطقة من الجسم؛ ما يسبب الإصابة بالعدوى البكتيرية، وتكون مصحوبة بحكة مستمرة. وإذا ظلت الرائحة بعد غسل السرة وتجفيفها جيداً، فلا بد من الذهاب إلى الطبيب على الفور، بحسب "Verywellhealth".
يحتوي جلد الإنسان على الكثير من البكتيريا، وخاصة في المناطق الضيقة، وتوصل الأطباء إلى أن هناك أكثر من 67 نوعاً من البكتيريا التي يمكن أن تعيش في كل سرة، ومن ثم فإن أي عدوى جلدية بكتيرية يمكن أن تؤثر على السرة مباشرةً؛ ما يؤدي إلى حدوث الالتهابات الجلدية، كما أن هناك بعضاً من عوامل الخطر التي تحفز الإصابة بالأمراض الجلدية، ومنها الأكزيما أو الالتهابات الفطرية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي السمنة والسكري والجراحات الطبية وثقب السرة، إلى الإصابة بالعدوى البكتيرية؛ فعلى سبيل المثال، يزيد الشق الجراحي، وخاصةً خلال الجراحة بالمنظار من الإصابة بعدوى السرة البكتيرية.
يعد التلوث الفطري من المشاكل الصحية التي يمكن أن تسبب خروج إفرازات من سرة البطن، ومن أنواع التلوث الفطري الأكثر شهرةً "داء المبيضات" الذي يُعرَف بعدوى الخميرة، وهو عدوى سطحية فطرية تسبب ظهور بقع بيضاء أو حمراء على الفم أو المهبل أو الجلد. ويحدث هذا النوع من التلوث بين طيات الجلد، وخاصةً في منطقة السرة، التي تعد من الأماكن الرطبة المحفزة لانتشار المرض.
تتشكل الأكياس الدهنية لوجود انسداد في الغدد الدهنية؛ ما يسبب تراكم المواد الدهنية تحت الجلد، وخاصةً في المناطق الضيقة والصغيرة مثل سرة البطن. وينتج عن "انسداد الغدد" احمرار وتورم، وتخرج إفرازات صفراء ذات رائحة كريهة.
يتعرض الأطفال الحديثي الولادة لبعض المشاكل الصحية، ومنها التهابات السرة، التي تهدد حياتهم إذا لم تعالج بشكل صحيح؛ فإذا زاد معدل الالتهاب، ينتج عنه إنتان – ينجم عادةً عن عدوى بكتيرية – في الدم، كما تظهر إفرازات ذات رائحة كريهة.
وللتعامل مع هذه المشاكل الصحية، توجد العديد من العلاجات الفعالة التي يمكن أن يوصي بها الطبيب، ومنها تناول المضادات الحيوية المكافحة للعدوى البكتيرية، بجانب أدوية مضادة للعدوى الفطرية، والاهتمام بتنظيف السرة جيداً خلال الاستحمام، وتجفيفها عند الانتهاء، لمنع تراكم البكتيريا والفطريات عليها، التي تؤدي إلى التعرض لمشاكل صحية. ولا بد من الانتباه جيداً إلى الرضع، عند ظهور احمرار حول سرتهم مصحوب بآلام.