التبول اللاإرادي حالة مرضية قد تسبب إحراجاً ليس للطفل وحده بل للآباء أيضاً، ويتطلب علاجها ضرورة التعامل معها بشكل سليم، باتباع قواعد صحية تجعل الطفل أقل عرضة لهذه المشكلة.
جينيفر كيرك الممرضة الممارسة في قسم جراحة المسالك البولية في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، التي تعمل مع عشرات العائلات كل عام لمساعدة الأطفال في علاج التبول اللاإرادي، تقول إن إدراك الآباء أن هذه حالة طبية شائعة لا تسبب الإحراج ويمكن التغلب عليها بشكل طبيعي، هو بداية حل المشكلة ومساعدة الطفل في التغلب عليها، بحسب "Children's Hospital of Philadelphia".
يُقدر الخبراء أن ما بين 15 إلى 20% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات بالولايات المتحدة الأمريكية، يعانون من التبول اللاإرادي، كما تنخفض هذه الأرقام بشكل ملحوظ مع تقدم الأطفال في العمر، لتصل إلى نحو 2% عند سن 16 عاماً.
وقالت كيرك: "نحو 15% من الأطفال الذين يبللون فراشهم يصابون بالجفاف كل عام"؛ لذا لا بد من التعرف على أسباب التبول اللاإرادي أولاً قبل البحث عن الحلول. وتتمثل الأسباب في انتقال المشكلة إلى الطفل وراثياً من أحد الوالدين.
كما يعاني بعض الأطفال من صغر حجم المثانة أو عدم إنتاج ما يكفي من هرمون (فاسوبريسين) الذي يقلل من إنتاج البول أثناء النوم.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحدث التبول اللاإرادي بسبب التوتر والتغيرات الناتجة عن الخلافات العائلية أو التعامل مع الطفل بطريقة سيئة، وحتى مع الأحداث الإيجابية مثل ولادة طفل جديد؛ حيث يشعر الطفل بالغيرة الشديدة، أو حتى عندما يختلف موعد نوم الطفل أثناء الإجازة.
اتباع بعض النصائح الصحية، يمكن أن يساعد الطفل في التغلب على مشكلة التبول اللاإرادي، حتى لا يشعر بالحرج، ومن بينها:
من المهم الحصول على كمية كافية من السوائل طوال اليوم، ولكن عندما يأتي المساء، لا بد من استبدال الأطعمة الصحية مثل الخضراوات والفواكه مكان المشروبات.
وإذا كان الطفل يمارس التمارين الرياضية في وقت متأخر من اليوم، فلا مانع من شرب المياه؛ حتى لا يصاب بالجفاف، ولكن تجنب المشروبات والأطعمة التي تحتوي على الكافيين؛ إذ تحفز نشاط المثانة؛ ما يزيد من حاجة الطفل للتبول.
تشجيع الطفل على التبول كل ساعتين أو 3 ساعات طوال اليوم من الأساليب الفعالة، ويرجى أن يذهب إلى دورة المياه قبل النوم بساعة على الأقل، ومرة أخرى قبل الذهاب إلى السرير مباشرة.
في كثير من الأوقات يشعر الأطفال بالتوتر والخوف من التعبير عن مشاعرهم، وخاصة عندما يصابون بمشاكل صحية؛ لذا لا بد من ترك مساحة للطفل للتحدث عما يعاني منه؛ لأن التوتر يزيد من معدل الحاجة إلى التبول، وخاصة في المساء.
مدح الطفل وتشجيعه على اتباع روتين قبل النوم كالذهاب إلى دورة المياه يساهم في تجنب المشكلة، إضافة إلى ضرورة مساعدته في التنظيف إذا تكرر التبول على السرير. ويفضل استخدام غطاء بلاستيكي على مرتبة الطفل، بجانب ارتداء ملابس سميكة أثناء الليل؛ حتى لا تتسبب ملابسه المبللة في الإصابة بالبرد أو قرح الجلد.
وإذا أصيب الطفل، فلا بد من وضع مرهم على الجزء المصاب، كما ينبغي تطبيق الكريمات التي تعمل كحاجز للرطوبة عند النوم، وتعليم الطفل تغيير ملابسه حتى لا يشعر بالحرج عندما يتكرر الأمر.