الرجفان الأذيني من الحالات الشائعة التي تنطوي على عدم انتظام ضربات القلب نتيجة وجود اضطراب في الأذينين، ما يسبب مشكلة في التدفق الطبيعي للدم إلى البطينين، ويزيد خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وجلطات الدم.
وكشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة بين الحفاظ على صحة الفم ودعم عمل القلب الطبيعي، حيث لاحظ الباحثون أن تنظيف الأسنان بعد الخضوع لعملية علاج الرجفان الأذيني منعت من تكرار الحالة.
أجريت الدراسة في مستشفى جامعة هيروشيما باليابان من 1 أبريل عام 2020 حتى 31 يوليو عام 2022، ونُشرت نتائجها في مجلة "جمعية القلب الأمريكية"، حيث تم تسجيل 288 مريضاً عولجوا بـ" الاجتثاث بالقسطرة"، وهو إجراء يتم عن طريق إرسال موجات الراديو لعلاج اضطرابات ضربات القلب.
خضع 92 شخصاً من المجموعة لجراحة الاستئصال القسطري، حيث يستخدم الأطباء نوعاً من الطاقة الناتجة عن أشعة الراديو لتدمير مناطق صغيرة من أنسجة القلب تسبب تسارع وعدم انتظام ضربات القلب، ما يساعد على استعادة إيقاعه الطبيعي، وإلى جانب الجراحة تلقوا علاجاً لالتهاب اللثة.
الاستئصال القسطري
كما أن 191 شخصاً آخرين أجروا "الاجتثاث" لكنهم لم يتعاملوا مع التهاب اللثة، وبالتالي تابع الباحثون المجموعتين بانتظام، ولاحظوا أنه على مدار الدراسة 24% من المشاركين تكررت لديهم حالة الرجفان الأذيني.
وأشاروا إلى أن الذين كان لديهم التهاباً شديداً في اللثة لكنهم عولجوا منه كانوا أقل عرضة بنسبة 61% للمعاناة من الرجفان الأذيني مرة أخرى مقارنةً بالذين لم يعالجوا.
وفي الوقت ذاته، لفت الباحثون إلى أن الذين عانوا من تكرار الرجفان الأذيني كانوا عُرضة لمشكلات أكثر حدة في اللثة، حسب موقع Healthline.
وفي هذا الإطار، قال أخصائي أمراض القلب، بول دروري، إن الذين يعانون من مشكلات اللثة أكثر عرضة لتكرار الرجفان الأذيني بعد علاجه، موضحاً أنه بذلك تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها، لربطها بين صحة الفم وتكرار الرجفان الأذيني لدى المصابين به.
صحة الفم تؤثر في القلب
يعتقد العلماء أن البكتيريا الضارة الموجودة في الفم يمكنها الانتقال عبر أعضاء الجسم بما فيها القلب ما يؤدي إلى الالتهاب.
ورغم صغر عدد المشاركين في الدراسة إلا أن نتائجها تحث مرضى الرجفان الأذيني على إجراء فحوصات منتظمة للأسنان، حيث أشار "دروري" إلى أن علاج أمراض اللثة يخفض فرص تكرار الرجفان الأذيني بعد علاجه.
ومن جانبه، قال طبيب أمراض القلب، برادلي سيروير، إن سوء نظافة الفم يزيد من خطر انتقال البكتيريا عبر الدم، ما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية وانتقالها للقلب، حيث طالبت دراسات سابقة المرضى الذين يخضعون لاستبدال صمام القلب بضرورة رؤية طبيب الأسنان لتقليل خطر الإصابة بالعدوى أو الفشل المبكر للصمام.