الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في الكشف عن أمراض القلب والأوعية الدموية

الذكاء الاصطناعي ثورة العصر الذي دخل مجال الطب وأصبح يلامس كل جوانب الحياة، حيث يلعب دوراً كبيراً في الكشف عن أمراض القلب وعلاج السكتات الدماغية، بسبب قدرته على معالجة البيانات والاستجابة السريعة لها.

وتعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من أكثر الأمراض الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، حيث يفقد 17.9 مليون شخص حياتهم كل عام بسبب اضطرابات القلب والأوعية الدموية، كأمراض القلب التاجية والأمراض الدماغية الوعائية وغيرها من الحالات.

ويعود وفاة 4 من بين 5 أشخاص مصابين بأمراض القلب إلى معاناتهم من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وثلث هذه الوفيات تحدث قبل بلوغ الأشخاص 70 عاماً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

الذكاء الاصطناعي وامراض القلبالذكاء الاصطناعي وعلاج أمراض القلب

وكان لابد من استغلال الذكاء الاصطناعي في طب القلب والأوعية الدموية، وبالفعل، طبقت مايو كلينك أساليب الذكاء الاصطناعي على أداة فحص جديدة للمصابين بمشكلة قلبية ليس لها أعراض يُطلق عليها "خلل البُطين الأيسر"، حيث اكتشفت الأداة المدعومة بالذكاء الاصطناعي الحالات المعرضة لهذه الحالة بنسبة 93%.

الدمج بين البحث والممارسات السريرية

دمج أطباء وعلماء القلب والأوعية الدموية بـ"مايو كلينك" بين الذكاء الاصطناعي والممارسات السريرية، فعلي سبيل المثال خضع المصابون بنوع من السكتات الدماغية يُطلق عليه "النزف تحت المخ" للمسح بالتصوير المقطعي المحوسب، الذي يهدف إلى تحليل بيانات التصوير المقطعي بجهاز الكمبيوتر المدرب ولاحظوا أن هذه الطريقة قللت من الوقت المستغرق في التشخيص ما أدى إلى تقليل تضرر الدماغ.

كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تخطيط كهربية القلب خفض من تكلفة الاختبارات التي تكشف عن ضعف قوة الضخ في القلب المسبب لفشل القلب.

وبالنسبة للكشف المبكر عن الرجفان الأذيني، فإن فحوصات تخطيط كهربية القلب الموجهة بالذكاء الاصطناعي تكشف عن اضطراب نظم القلب قبل ظهور أي أعراض.

الذكاء الاصطناعي وامراض القلبتحديد الأشخاص المعرضين للموت القلبي المفاجئ بالذكاء الاصطناعي

التنبؤ بالموت القلبي المفاجئ

حلل فريق البحث معلومات طبية لـ25 ألف شخص من باريس وفرنسا وسياتل ماتوا بسبب توقف القلب المفاجئ إضافةً إلى 70 ألف شخص من عموم السكان مع مطابقة بيانات المجموعتين حسب العمر والجنس والمنطقة السكنية باستخدام الذكاء الاصطناعي، حسب "جمعية القلب الأمريكية".

كما جمعوا البيانات لمدة تصل إلى 10 سنوات قبل كل حالة وفاة، واستطاعوا تحديد الأشخاص الذين كانوا معرضين لخطر الموت القلبي المفاجئ وطوروا ملفاً يكشف عن المخاطر لكل فرد من المشاركين، حيث تضمنت المخاطر تفاصيل طبية أخرى مثل علاج ارتفاع ضغط الدم وتاريخ أمراض القلب، إضافةً للاضطرابات العقلية والسلوكية.

كما حدد التحليل العوامل التي تزيد أو تقلل من خطر الوفاة بسبب توقف القلب المفاجئ ووضعوا نسبة مئوية وإطاراً زمنياً معيناً، حيث تمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للموت المفاجئ بنسبة 90%.