رغم اعتبارهما من الأنشطة الأساسية لصحة الجسم، فإن العلاقة بين النوم والأكل معقدة بعض الشيء؛ فكثيراً ما نسمع أن تناول الطعام قبل الذهاب إلى السرير مباشرةً يُسبِّب أضراراً صحية، لكن هناك عدة حقائق بهذا الشأن يجب أن تعرفها.
صحيح أن الكثير من الخبراء لا ينصحون بتناول وجبات كبيرة قبل النوم، إلا أن دراسات أثبتت ضرورة تناول مرضى السكري وجبة خفيفة قبل الذهاب إلى السرير؛ منعاً لانخفاض نسبة السكر في الدم، وللمساعدة على النوم العميق بعد سد الجوع، وفق ما ذكره موقع مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية.
تلعب أدوية الإنسولين بالطبع دوراً مهماً لمعالجة مرض السكري وخفض مستوياته المرتفعة، لكن اتباع عادات صحية، مثل تناول وجبة خفيفة قبل النوم، يمكنه المساعدة أيضاً في توازن نسبة السكر في الدم وفق مستوياتها المعتادة.
ويتسبب انخفاض نسبة السكر في الدم ليلاً في معاناة المريض من الكوابيس والتعرق المفرط، إضافة إلى الشعور بالتعب عند الاستيقاظ؛ لذا يوصي خبراء الرعاية الصحية بتناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات قبل النوم. والأمر نفسه ينطبق على الذين يعانون من ارتفاعات في نسبة السكر أثناء النوم.
بعض الأطعمة التي تختار تناولها ليلاً تساعدك على النوم بشكل أسرع؛ لذا ينصح الخبراء بتناول الأصناف التي تُحفِّز هرموني السيرتونين والميلاتونين، إضافة إلى التربتوفان، وهو حمض أميني يُستخدَم لصنع البروتينات، ولا يصنعه الجسم، بل يمكن الحصول عليه من المنتجات الحيوانية، مثل الدجاج والأسماك والأطعمة النباتية مثل المكسرات، بحسب موقع "هيلث لاين".
ويلعب التربتوفان والسيروتونين والميلاتونين دوراً في الحصول على النوم الجيد؛ فعند تناول أطعمة تحتوي على التربتوفان، يحوله الجسم إلى سيروتونين وميلاتونين، ثم يرسل الميلاتونين إشارات إلى الجسم بموعد النوم، بينما ينظم السيروتونين النوم والجوع والعواطف.
وعند شعورك بالجوع بعد ساعات من تناول العشاء بالمساء، فإن اختيار وجبة خفيفة مناسبة تقدم عناصر غذائية ومنخفضة السعرات الحرارية، حل مثالي، ويكافح معاناتك من الأرق طوال الليل.
وعليك عدم الخلط بين حاجتك إلى تناول الطعام والشعور بالملل والتعب والقلق؛ فآلام المعدة والشعور بفراغها والشعور بالدوار دليل على الجوع، وفي حال شعورك بالملل، يمكن علاجه بطرق أخرى غير الأكل.
وينصح الخبراء بتجنب تناول وجبة كاملة أو دسمة قبل النوم مباشرةً؛ لأنها تؤثر على عملية الهضم، وبمرور الوقت تسبب الارتجاع الحمضي للمعدة؛ حيث يصبح المريء متهيجاً، إضافة إلى الشعور بالحرقان وعدم الراحة أثناء النوم، خاصةً إذا كنت تستلقي على ظهرك.
وتناول هذه النوعية من الطعام المليء بالكربوهيدرات والدهون، يُطيل قدرتك على الاستغراق في النوم والاستيقاظ في منتصف النوم أيضاً.
وتشير الأبحاث إلى أن تناول وجبة كبيرة في المساء، يزيد من فرص الإصابة بالسمنة، وهذا يعتمد على حجمها والأصناف المختارة. ويجب على الشخص البالغ استهلاك السعرات الحرارية بناءً على عمره ومستوى نشاطه.
ويتساءل كثيرون عن الوقت المناسب لتناول الطعام قبل النوم. ووفق نصائح الخبراء فإن تناول وجبة قبل ساعتين حتى 4 ساعات قبل النوم، يساهم في هضم الطعام بشكل صحيح، خاصةً إذا كانت وجبة دسمة. أما الذين يسيطرون على مستويات السكر في الدم فيمكنهم اختيار أصناف خفيفة قبل النوم بوقت قليل.