تأثير العمليات التجميلية على الصحة النفسية للمراهقين

عند التفكير في الجراحة التجميلية، قد يتبادر إلى الذهن الأشخاص في منتصف العمر الذين يخضعون للجراحة لاستعادة شبابهم، ومع ذلك أصبحت الجراحات التجميلية بين الشباب أمراً شائعاً بشكل متزايد، والتي تؤثر على الصحة النفسية للشباب من جيل الألفية وجيل Z سواء كانت إيجابية أو سلبية.

لماذا يتزايد عدد الشباب الذين يخضعون للجراحة التجميلية؟

وفقاً لاستطلاع أجرته الأكاديمية الأمريكية لجراحة الوجه التجميلية والترميمية، 75% من جراحي التجميل أشاروا إلى زيادة عدد المرضى الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً على طلب الحقن والإجراءات التجميلية، وحتى 0 % من الشباب في سن الجامعة يعبرون عن اهتمامهم بإجراء عمليات تجميلية في المستقبل، وحتى المراهقين يفكرون في الجراحة التجميلية، إذ يقول 1 من كل 4 مراهقين إنه يخطط لإجراء جراحة تجميلية لتقليل مظهر الشيخوخة عند التقدم في العمر.

ويرجح أن السبب في ذلك تزايد عدد الإجراءات المتاحة، وانخفاض التكاليف، وانتشار الإجراءات التجميلية التي يتم تسويقها على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً على تيك توك وإنستجرام، حيث يقضي الشباب ساعات يومياً في مشاهدة صور لوجوه وأجسام جميلة تجعلهم يقعون في فخ المقارنة، كما أنهم أصبحوا أكثر وعياً بمظهرهم لأنهم يلتقطون صوراً لأنفسهم وينشرونها بانتظام.

ينشر الشباب صورهم لوعيهم بمدى أهمية المظهرينشر الشباب صورهم لوعيهم بمدى أهمية المظهر

الحالات النفسية المرتبطة بالجراحة التجميلية

بعض الشباب يلجؤون إلى الجراحة التجميلية لأسباب عملية، على سبيل المثال، قد يختارون تصغير الثدي بسبب آلام الظهر أو لتسهيل ممارسة الرياضة، ولكن في أغلب الأحيان يكون الدافع هو الرغبة في تحسين المظهر.

في حين أن الجميع يريدون أن يبدوا في أفضل حالاتهم، يمكن أن تتحول الرغبة إلى هوس بسبب بعض الحالات النفسية مثل اضطراب التشوه الجسمي (BDD)، الذي يعني انشغال شديد بعيب متخيل في المظهر، وفقاً لدراسة أن ما يصل إلى 23% من الأشخاص الذين يعانون من BDD يلجؤون إلى الجراحة التجميلية.

بعض الأشخاص يسعون إلى العمليات التجميلية بسبب حالات نفسية أخرى، حيث أظهرت دراسة شملت 1000 مريض يسعون لإجراء جراحة تجميلية اختيارية أن حوالي نصفهم لديهم تاريخ من اضطراب نفسي، مثل الاكتئاب العام أو اضطراب القلق العام.

وأشارت دراسة أخرى إلى أن المريضات الاتي خضعن لجراحة تكبير الثدي أبلغن عن ارتفاع في مشاكل الصحة النفسية، وكانت لديهن درجات أقل في مؤشر الرفاهية، إضافةً إلى ذلك، كن أكثر عرضة لتاريخ من الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الأكل، ومشاكل تعاطي المواد، وكلها مرتبطة بانخفاض احترام الذات وصورة الجسم.

تكبير الثدي مرتبط بانخفاض احترام الذاتتكبير الثدي من الإجراءات التجميلية التي تقدم عليها الشابات

الفوائد والسلبيات النفسية للجراحة التجميلية لدى الشباب

يسعى الشباب الذين يرغبون في تغيير مظهرهم إلى ذلك لأنهم يعتقدون أن الظهور بشكل أفضل سيساعدهم على الشعور بشكل أفضل، حيث يأملون أن تعزز الجراحة التجميلية من ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم، وفي كثير من الأحيان يتحقق هذا الهدف.

ومع ذلك، في حين أن الجراحة التجميلية يمكن أن تحسن الصحة النفسية، إلا أنها يمكن أن تؤثر سلباً عليها أيضاً، حيث قد تؤدي الجراحة التجميلية لدى بعض الشباب إلى ظهور مشاكل نفسية، أو تفاقم حالاتهم الحالية.