تحتاج الحوامل إلى حياة هادئة تتوافر بها أغلب سبل الراحة، بجانب التغذية الجيدة، وتناول الأدوية والفيتامينات اللازمة للحفاظ على صحتهن ونمو الأجنة، ولكن ماذا عن النساء في مناطق الحروب والنزاعات؟ ولا سيما غزة التي تعاني انهيار القطاع الصحي منذ بدء الحرب؟
منذ 7 أكتوبر 2023 بدأت معاناة نساء غزة الحوامل، اللاتي يصل عددهن حالياً إلى 52 ألفاً وفقاً لأحدث تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان في يناير 2024؛ حيث يتألمن بلا دواء، ويخضعن لعمليات الولادة من دون تخدير، ويعانين من سوء التغذية، وتئن الأجنة بداخلهن بسبب إغلاق المستشفيات لعدم توافر الوقود والمستلزمات الطبية، حسب "Time".
وفي هذا الإطار، أوضحت د. "ريتا باكشي" مؤسسة "RISAA IVF"، أن النساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعدُ في البلدان المنكوبة بالحروب، معرضون بشكل خاص لارتفاع معدلات الوفاة والمرض ومشاكل الصحة العقلية التي يمكن أن تستمر بعد الولادة، نقلاً عن "Hindustantimes".
وأضافت أن الحروب تتسبب في مشاكل صحية عدة؛ حيث يفقد الأطفال أمهاتهم عند الولادة، ويمكن أن يموتوا هم أيضاً؛ حيث يموت طفل من بين 37 طفلاً في الشهر الأول بعد ولادته في أجواء الصراعات والحروب، وأولئك الذين ينجون يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض وسوء التغذية.
علاوةً على ذلك، يمكن أن تتعرض النساء الحوامل بنسبة كبيرة لتسمم الحمل، خلال وجودهن في مناطق متأججة بالنزاعات. وتسمم الحمل هو ارتفاع خطير في ضغط الدم، ينتج عن الإجهاد والتوتر وسكري الحمل؛ ما يعرض صحة الأم والجنين للخطر.
تعد أصوات الصواريخ والانفجارات من أكثر الأمور التي تجعل الحامل في حالة توتر دائمة؛ فكيف يمكن أن تلد طفلها في أجواء مشتعلة، ولا يوجد مستقبل سوى الموت؟! ما يزيد فرص إصابتها بالصدمة النفسية، وتؤثر هذه الصدمة على الطفل بشكل أكبر، حيث يعاني من انخفاض الوزن عند الولادة.
تضعف مناعة المرأة خلال فترة حملها؛ ما يجعلها من الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المعدية، التي يحفز ظهورها الحروب والنزاعات، خاصةً مع انقطاع الإمدادات الغذائية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه وأنظمة الصرف الصحي.
لا تعرف النساء في تلك الأراضي المنكوبة معنى للراحة أو الأمان، وعندما يلدن أطفالهن، يبدأن جهاداً جديداً، وهو توفير الأمان لهم، ولكنهن يفشلن في ذلك؛ ما يعرضهن للإجهاد الشديد، ويمكن أن يصل الأمر إلى الوفاة.
تتعرض النساء الحوامل اللاتي يعانين من سوء التغذية لخطر متزايد للإجهاض؛ حيث إن الخوف الشديد والظروف البيئية ونقص الفيتامينات وسوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض وزن الجسم وتوقف نمو الجنين، وهذا بدوره يعرض الحامل لمشاكل صحية خطيرة.