يرسل الجسم العديد من الإشارات للتحذير من مشاكل صحية، يترجمها المخ إلى أعراض يتعامل معها البعض بجدية فيما يتجاهلها آخرون لعدم وجود آلام مصاحبة لها كارتفاع ضغط الدم، الذي يكون في بعض الأحيان إحدى علامات الإصابة بأمراض القلب إذا استمر لفترة طويلة.
دراسة جديدة نشرها موقع "Medicalnewstoday"، أوضحت أن البالغين الأصغر سنًا قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين، عندما ترتفع لديهم معدلات الكوليسترول وضغط الدم، وكلاهما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وخلص البحث، الذي أجري في المركز الوطني لأبحاث القلب والأوعية الدموية (CNIC) في إسبانيا، إلى أن الناس بحاجة إلى البدء في الاهتمام بصحة القلب والأوعية الدموية في سن أصغر، حتى لا تتدهور صحتهم مبكراً.
تؤكد النتائج التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، أن البالغين الأصغر سناً بحاجة للسيطرة على عوامل الخطر القلبية الوعائية.
يقول د. فالنتين فوستر، الرئيس المشارك للدراسة والمدير العام لـ"CNIC" والطبيب المقيم، إن الكشف عن تصلب الشرايين تحت الإكلينيكي في سن مبكرة، مع التحكم القوي في عوامل الخطر، يمكن أن يساعد في تقليل العبء العالمي لأمراض القلب والأوعية الدموية.
وخلال الدراسة، تطوع أكثر من 4000 من موظفي البنوك الأصحاء في مدريد، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 39 عاماً؛ لإجراء تحليل شامل وغير جراحي للشرايين، وقال د. غيومار مينديتا، طبيب القلب والمؤلف الأول للدراسة في بيان: "إن النتيجة الرئيسية الأخرى للدراسة هي أن تصلب الشرايين، الذي كان يعتقد في السابق أنه لا رجعة فيه، يمكن أن يختفي إذا تمت السيطرة على عوامل الخطر في مرحلة مبكرة".
ولكن هل توجد أسباب واضحة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب؟ الحقيقة أنه بجانب ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، توجد العديد من الأسباب الأخرى التي تفاقم الإصابة، ومن بينها:
من المحتمل أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية في القلب، وانسداد الأوعية الدموية المؤدية إلى الدماغ؛ ما يسبب السكتة الدماغية، وفقاً لـ"CDC".
التدخين يعد سببًا رئيسيًا لأمراض القلب والسكتة الدماغية، فواحدة من كل 4 حالات وفاة سببها التدخين، كما يساهم في إحداث خلل للجسم بعدة طرق منها: رفع مستوى الدهون الثلاثية، وخفض كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد)، ومنع تدفق الدم إلى الدماغ والقلب.
الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وعوامل الخطر، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع الدهون الثلاثية، والسكري من النوع 2.
هناك عدة طرق يمكنك من خلالها تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية (CHD)، مثل خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، من خلال:
تناول نظام غذائي صحي منخفض الدهون وغني بالألياف الغذائية الصحية يساهم في الوقاية من أمراض القلب.
كما ينصح بتضمين الخضروات والفواكه الطازجة (5 حصص يوميًا) والحبوب الكاملة ضمن الأنظمة الغذائية، وفقاً لـ"NHS".
يجب ألا تزيد كمية الملح التي تتناولها عن 6 جرامات يوميًا - ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبًا-؛ فالإفراط في تناوله يؤدي إلى ارتفاع معدل ضغط الدم.
بجانب ذلك، يوصي الخبراء بتجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة، لأنها تزيد من مستويات الكوليسترول السيئ مثل السمن وفطائر اللحم والكعك والبسكويت والأطعمة التي تحتوي على زيت جوز الهند أو زيت النخيل.
ومع ذلك، يجب أن يتضمن النظام الغذائي المتوازن الدهون غير المشبعة، والتي ثبت أنها تزيد من مستويات الكوليسترول الجيد وتساعد في تقليل أي انسداد في الشرايين مثل الأسماك الدهنية، والأفوكادو والمكسرات وعباد الشمس وبذور اللفت.
الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ترفع من كفاءة القلب والدورة الدموية، وتخفض مستوى الكوليسترول، وتحافظ على ضغط الدم في مستوى صحي.
كما يُنصح بالإقلاع عن التدخين، ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.