موعد النوم المثالي لحماية عقلك.. تفويته يسبب اضطرابات نفسية عصبية

يفضل الكثير من الأشخاص السهر لساعات طويلة في المساء إما لظروف العمل أو تفضيلًا للسهر ليلاً عن النهار، ما قد يعرضهم لمشاكل صحية عقلية، حيث أكدت بعض الدراسات البحثية الجديدة أهمية النوم قبل الساعة 1 بعد منتصف الليل وتأثيره على صحة الإنسان.

أسباب السهر ليلاً

يولي الباحثون في مجال النوم اهتماماً كبيراً بدراسة مفهوم "الكرونوتايبس" والذي يعني اختيار الفرد للوقت من كل 24 ساعة يفضل فيه أن يكون مستيقظاً أو نائماً، وقد تؤدي الإيقاعات اليومية الفردية إلى تفضيلات شخصية للنوم، إذ يبدو أن بعض الأشخاص يفضلون الاستيقاظ والذهاب إلى السرير مبكراً، بينما يفضل الآخرون الاستيقاظ متأخراً والذهاب إلى السرير متأخراً.

تأثير النوم على الصحة العقلية

الأشخاص الذين يذهبون إلى السرير قبل الساعة 1 صباحاً يكونون عادةً أكثر صحة من الناحية العقلية، مع حالات أقل من الاضطرابات العقلية والسلوكية وتلك المتعلقة بالنمو العصبي والاكتئاب واضطراب القلق العام، حسب دراسة رصدية جديدة من كلية إمبريال في لندن في المملكة المتحدة.

الساعة 1 صباحاًالنوم بعد الساعة 1 صباحاً يدهور الصحة العقلية

واكتشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يفضلون المساء ويذهبون للنوم بعد الساعة 1 صباحاً يعانون من التراجع في الصحة العقلية عكس المجموعة التي كانت من الأشخاص الصباحيين الذين ذهبوا للنوم قبل الساعة 1 صباحاً.

حلل الباحثون خلال الدراسة بيانات البالغين المقيمين في المجتمع، حيث تكونت عينة الدراسة من حوالي 73 ألف شخص، متوسط أعمارهم 63.5 عاماً، 56%؜ منهم كانوا إناث، وكانوا ينامون في المتوسط 7 ساعات في دورة النوم اليومية.

كيف يؤثر النوم في الصحة العقلية؟

أشار المؤلف الرئيسي للدراسة جيمي زيتزر؛ أستاذ الطب النفسي وطب النوم في جامعة ستانفورد، إلى نظرية تسمى "العقل بعد منتصف الليل"، التي تشير إلى أن الدماغ يعمل بشكل مختلف في وقت متأخر من الليل، ما قد يؤثر في الصحة العقلية.

وأضاف "زيتزر" أن الأمر يتعلق بالعزلة التي يشعر بها الناس عند الاستيقاظ في وقت متأخر من الليل، بحيث يفتقرون إلى الدعم الذي يأتي من التواصل الاجتماعي أو حتى معرفة أن شخصاً آخر مستيقظ.

ومن جانبها، قالت سارة وونغ؛ باحثة مساعدة في مختبر فرانكس-ويسدن في كلية إمبريال بلندن، إن النوم متأخراً في العالم الحديث غالباً ما يؤدي إلى تقليل إجمالي مدة النوم، حيث يؤثر ذلك بشكل خاص في النوم الريمي الذي يرتبط بشكل قوي بتنظيم المزاج -أي أن قلة النوم الريمي تؤدي إلى مزاج أسوأ- حيث تُعتبر تغييرات النوم الريمي عامل خطر للعديد من الاضطرابات النفسية العصبية مثل الاكتئاب، واضطراب القلق العام، واضطراب ما بعد الصدمة.