بعد مرور عقدين على دراسات وأبحاث تتحدث عن مخاطر استخدام العلاج بـالهرمونات لتخفيف أعراض انقطاع الطمث للنساء دون سن الـ60 عاماً، أفاد باحثون مؤخرًا بأن فوائد تناول العلاج الهرموني تفوق مخاطره.
في تسعينيات القرن الماضي، أجرت مبادرة صحة المرأة (WHI) دراسة شملت أكثر من 160 ألف امرأة بعد سن اليأس تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عامًا لفهم كيفية تأثير العلاج بالهرمونات على أعراض انقطاع الطمث.
أوقف الباحثون الدراسة بعد أن وجدوا أن النساء اللواتي يتناولن "بريمرون"، وهو مزيج من الإستروجين والبروجسترون، كن أكثر عرضة لخطر الإصابة بـسرطان الثدي، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والانسداد الرئوي، وأصبحت العديد من النساء والأطباء متشككين وحذرين بشأن العلاج بالهرمونات.
العلاقة بين العلاج بالهرمونات وسرطان الثدي
وقالت الدكتورة لورين سترايشر، أستاذ أمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية، إن هذه النتائج هي السبب وراء عدم وصف معظم الأطباء للعلاج بالهرمونات اليوم وعدم تناول معظم النساء له، على الرغم من أن العديد من التحليلات اللاحقة لـ"WHI" أشارت إلى العيوب في الدراسة التي شوهت البيانات.
يعكس التحليل الجديد بعض هذه النتائج ويبني على الأبحاث السابقة التي وجدت أن العلاج بالهرمونات آمن وفعال لمعالجة أعراض انقطاع الطمث بالنسبة للسيدات دون سن الـ60.
ووجد الباحثون أن العلاج بالهرمونات لا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية أو الخرف لدى النساء دون سن الـ60 -كما اقترحت بعض الدراسات- ومع ذلك لم يكن العلاج بالهرمونات خطيرًا بشكل خاص لهذه الفئة العمرية.
وأضافت الدراسة: "على سبيل المثال، كان هناك أقل من حالة سكتة دماغية إضافية لكل 1000 امرأة شابة تستخدم العلاج بالهرمونات الأستروجينية البروجستينية ولا يوجد خطر إضافي مع الأستروجين وحده".
العلاج بالهرمونات يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
وأشارت الدراسة، إلى أن تناول العلاج بالهرمونات أدى إلى تحسن في الهبات الساخنة والتعرق الليلي المتوسط إلى الشديد وأعراض انقطاع الطمث الأخرى.
وقالت الدكتورة جارنيت أندرسون، نائب رئيس ومدير قسم علوم الصحة العامة في مركز فريد هاتشينسون للسرطان، إن العلاج بالهرمونات فعال في تقليل أعراض انقطاع الطمث -دون شك- ولكن هناك فوائد ومخاطر للعلاج بالهرمونات كما هو الحال مع كل أنواع الهرمونات.
وأضافت "أندرسون": "المخاطر الأخرى، وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية وسرطان الثدي، تكون عمومًا ضعيفة جدًا في هذه الفئة العمرية؛ لذا قد تفوق الفوائد لتخفيف الأعراض هذه المخاطر".
في المقابل؛ اعترض عدد من متخصصي طب النساء والتوليد، على النتيجة التي تفيد بأن العلاج بالهرمونات لا يساعد في تقليل مخاطر المشكلات الصحية المتعلقة بـالتقدم في العمر، مؤكدين أن في هذه الدراسة توصل المؤلفون -بشكل غير مبرر- إلى أن العلاج بالهرمونات يجب أن يُوصف فقط في بداية انقطاع الطمث للمساعدة في تخفيف الهبات الساخنة والتعرق الليلي المتوسط إلى الشديد ولا يجب استخدامه لمنع أمراض القلب أو السكتة الدماغية أو الخرف أو الأمراض المزمنة الأخرى.