لا تعاني المرأة وحدها من آثار التغيرات الهرمونية، بل لاحظ الأطباء بعض الأعراض على الرجال أيضاً خلال فترة ما يعرف بـ"سن اليأس"، التي تشبه أعراض فترة ما قبل انقطاع الطمث عند النساء، لكن ما حقيقة هذا التشابه؟ ولماذا تظهر مثل هذه الأعراض على الرجال؟
لا يمر الرجال بفترة انقطاع الطمث مثل النساء، لكن تظهر عليهم أعراض مثل التعب والضعف والاكتئاب والمشاكل الجنسية؛ نتيجة انخفاض هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر. ورغم ذلك لا تزال علاقة هذه الأعراض بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون مثيرةً للجدل، وفقاً لما ذكره موقع "WebMD".
يختلف سن اليأس بين الرجال والنساء في بعض النقاط؛ فعلى سبيل المثال، تكون عملية انخفاض هرمون التستوستيرون أبطأ، كما أن المادة التي تحتاجها الخصيتان لصنع الهرمون لا تنفد عكس توقف الهرمونات تماماً لدى النساء.
كما يستطيع الرجال الأصحاء إنتاج الحيوانات المنوية بشكل جيد في الثمانينيات من العمر وما فوق ذلك، لكن الإصابة ببعض الأمراض ربما تُحدث تغييرات طفيفة في وظيفة الخصية في وقت مبكر؛ أي بين عمر 45-50 عاماً، وتزداد التغيرات عند الوصول إلى سن الـ70.
يقول الأطباء إن هناك اختلافاً بين ما يمر به الرجال والنساء؛ حيث أوضحت رافيندر أناند إيفيل الأستاذ المشارك في علم الغدد الصماء وعلم وظائف الأعضاء التناسلية بجامعة نوتنغهام في إنجلترا، أن أعراض انقطاع الطمث حادة بسبب التوقف المفاجئ لوظيفة هرمونات المبيض، واستنفاد احتياطي البويضات بين 45–50 عاماً.
كما قال ريتشارد شارب الخبير في اضطرابات الإنجاب للذكورة بجامعة إدنبرة باسكتلندا لموقع "الجارديان" البريطاني، إنه لا شك في انخفاض هرمونات الذكورة بالدم مع التقدم في العمر لدى الرجال من أواخر الثلاثينيات حتى أوائل الأربعينيات وما فوق ذلك، لكن الانخفاض ليس حاداً كما يحدث في النساء اللاتي يعانين نفاد هرمون الأستروجين خلال مرحلة انقطاع الطمث.
مصطلح "سن اليأس" لدى الذكور ليس خطأً تماماً، لكن هناك حالة قد تصيب نحو 2.1% من الرجال، وفي الغالب فوق سن الـ65 عاماً، تُعرف بـ"قصور الغدد التناسلية المتأخر" الذي يحدث نتيجة انخفاض تركيزات هرمون التستوستيرون في الدم، وهو الانخفاض الذي تصاحبه أعراض مثل فقدان الرغبة الجنسية، وضعف العضلات، وهشاشة العظام، وفقاً لـ"أناند إيفيل".
قد يستفيد الرجال الذين يعانون من "قصور الغدد التناسلية المتأخر" من العلاج ببدائل التستوستيرون، لكن استخدام البدائل على نطاق واسع يثير المخاوف من ظهور أعراض مشابهة للمرض لدى بعض الرجال الذين لديهم مستويات طبيعية من الهرمون بالفئة العمرية نفسها، وليسوا بحاجة إلى البدائل.
كما أوضح ريتشارد شارب أن الأعراض العامة تحدث لمعظم الرجال أثناء وقبل مرحلة الشيخوخة، لكنها دائماً ما تكون مدفوعة بعوامل أخرى.
أشارت أناند إيفيل إلى أن إبلاغ بعض الرجال عن أعراض مفاجئة وفي سن أصغر تكشف عن وجود مشاكل صحية كامنة. وبالفعل قالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة إن نمط الحياة والحالة النفسية مسؤولان عن ظهور أعراض مثل ضعف الانتصاب وانخفاض الدافع الجنسي، إضافة إلى تقلب المزاج والشعور بالقلق والضغط والاكتئاب.
ويعتبر التدخين ومشاكل القلب من المشكلات الجسدية التي تسبب ضعف الانتصاب، بجانب الأسباب النفسية. ووفق رأي "شارب" فإن السمنة مرتبطة بانخفاض هرمون الذكورة في الدم لدى الرجال.
ونصح فريدريك وو من مستشفى مانشستر الملكي، بتغيير نمط الحياة وفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة؛ فالتغير الطفيف في الهرمون يتغير من شخص إلى آخر.