لماذا قد يرفع ضوء غرفتك الليلي خطر الجلطات؟ دراسة تجيب

كشفت دراسة جديدة نشرتها مجلة "JAMA Network Open" بتاريخ 23 أكتوبر 2025، أن التعرّض للضوء خلال ساعات الليل يمكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويرجّح الباحثون أن السبب يعود إلى اضطراب الساعة البيولوجية الذي يؤثر على وظائف الجسم الحيوية مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتنظيم الهرمونات.

على الرغم من أن العلاقة بين الضوء الليلي والصحة القلبية لم تكن واضحة في السابق فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على التأثير العميق للبيئة المحيطة على صحة القلب حتى في غياب عوامل الخطر التقليدية كالتدخين أو السمنة.

الجلطة الدمويةعلاقة الضوء ليلاً بالجلطة الدموية 

تفاصيل الدراسة

أُجريت الدراسة على أكثر من 88 ألف شخص من المشاركين في قاعدة بيانات "UK Biobank" في المملكة المتحدة كانت أعمارهم في المتوسط 62 عاماً، كما تم تتبّع المشاركين لمدة 9.5 سنوات حيث ارتدى كل منهم أجهزة استشعار للضوء على معصم اليد لتسجيل مستويات الإضاءة التي يتعرّضون لها نهارًا وليلًا.

وخلال فترة المتابعة تم تسجيل أكثر من 13 مليون ساعة من بيانات الضوء، ثم رُبطت هذه البيانات بسجلات أمراض القلب و الجلطات الموجودة في هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS).

انسداد الشريان السباتي يسبب السكتة الدماغيةالسكتة الدماغية تسبب تجلط الدم

نتائج صادمة حول تأثير الضوء الليلي على القلب 

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعيشون في بيئات ذات إضاءة ليلية عالية كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنةً بأولئك الذين يتمتعون بليالٍ مظلمة، فقد ارتفعت مخاطر:

-مرض الشريان التاجي بنسبة 32%

-احتشاء عضلة القلب بنسبة 47%

الفشل القلبي بنسبة 56%

الرجفان الأذيني (اضطراب ضربات القلب) بنسبة 32%

السكتة الدماغية بنسبة 28%

حتى بعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل النشاط البدني والتدخين والنظام الغذائي والنوم ظلت النتائج قوية إحصائيًا.

النساء والشباب أكثر تأثرًا

بيّنت الدراسة أن النساء أكثر حساسية لتأثير الضوء الليلي إذ زادت احتمالية إصابتهن بالفشل القلبي وأمراض الشريان التاجي مقارنة بالرجال عند التعرّض لمستويات عالية من الضوء ليلًا، كما لوحظ أن الأشخاص الأصغر سنًا كانوا أكثر تأثرًا بزيادة الضوء الليلي؛ ربما لأن حساسية أجسامهم لإشارات الضوء البيولوجية تكون أعلى.

لماذا يؤثر الضوء الليلي على القلب؟

يشير الباحثون إلى أن الضوء الليلي يسبب اضطرابًا في الإيقاع اليومي "الساعة البيولوجية" ما يؤدي إلى اضطراب في إفراز الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما يمكن أن يؤدي إلى خلل في استقلاب السكر والدهون وهو ما يزيد خطر الإصابة بتصلب الشرايين ومرض السكري وكلاهما يرتبطان مباشرة بأمراض القلب.

الدراسات السابقة أيضًا دعمت هذه النتائج إذ لوحظ أن العاملين في نظام المناوبات الليلية لديهم معدلات أعلى من أمراض القلب نتيجة اضطراب النوم والتعرّض المستمر للضوء في أوقات الليل.

الوقاية ممكنة

توصي الدراسة بتقليل مصادر الضوء الصناعي في غرف النوم وإغلاق الأجهزة الإلكترونية قبل النوم واستخدام إضاءة خافتة دافئة في المساء، كما يُفضل الحفاظ على ظلام كامل أثناء النوم لدعم عمل الساعة البيولوجية بشكل طبيعي ما قد يساهم في تقليل خطر أمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.