أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عن موافقتها على علاجين جينيين جديدين هما Casgevy وLyfgenia، ليصبحا أول علاجين خلويين جينيين مخصصين لعلاج مرض فقر الدم المنجلي للمرضى بداية من عمر 12 عامًا فأكثر، ويمثل ذلك إنجازًا طبيًا تاريخيًا إذ يُعد Casgevy أول علاج يستخدم تقنية تعديل الجينات المعروفة باسم CRISPR/Cas9، وهي تقنية مبتكرة تفتح آفاقًا واسعة لعلاج الأمراض الوراثية.
فقر الدم المنجلي هو اضطراب وراثي في الدم، حيث ينتج المرض عن طفرة في بروتين الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين ما يجعل خلايا الدم الحمراء تأخذ شكل الهلال أو "المنجل" فتفقد مرونتها وتسد الأوعية الدموية مسببةً آلامًا شديدة وتلفًا في الأعضاء فيما يُعرف بـ"الأزمات الوعائية الانسدادية".
ما مرض فقر الدم المنجلي؟
يُعد Casgevy علاجًا جينيًا مبتكرًا يعتمد على تعديل الخلايا الجذعية الدموية للمريض باستخدام تقنية CRISPR/Cas9 التي تعمل على قصّ أجزاء محددة من الحمض النووي وإصلاحها بدقة.
بعد التعديل تُعاد هذه الخلايا إلى جسم المريض حيث تستقر في نخاع العظام وتبدأ بإنتاج نوع من الهيموغلوبين يُعرف بـ HbF (الهيموغلوبين الجنيني)، الذي يمنع تشوه خلايا الدم الحمراء ويُحسن وصول الأكسجين إلى الأنسجة.
في تجربة سريرية شملت 44 مريضًا، حقق 93.5% من المشاركين تحسنًا كبيرًا وتوقفًا تامًا في الأزمات الانسدادية لمدة عام كامل دون أي حالات فشل أو رفض في الزرع.
زرع الخلايا الجذعية
أما بالنسبة لعلاج Lyfgenia فيعتمد على تقنية مختلفة باستخدام الناقل الفيروسي لإدخال نسخة معدّلة من جين الهيموغلوبين تُسمى HbAT87Q، وهي نسخة تعمل مثل الهيموغلوبين الطبيعي لدى الأشخاص الأصحاء، تُزرع الخلايا الجذعية المعدّلة في المريض مرة واحدة فقط مما يقلل خطر تكرار الأزمات الانسدادية ويحسن تدفق الدم.
وفي دراسة سريرية شملت 32 مريضًا أظهر 88% من المرضى تحسنًا ملحوظًا واختفاءً تامًا للأزمات لمدة تتراوح بين 6 و18 شهرًا بعد العلاج.
من أبرز الأعراض الجانبية التي ظهرت في كلا العلاجين: انخفاض عدد خلايا الدم وقرح الفم والغثيان وآلام العضلات أو البطن وهي أعراض شائعة بعد العلاج الكيميائي المكثف المستخدم قبل الزرع.
كما أدرجت FDA تحذيرًا خاصًا لدواء Lyfgenia لاحتمال تطور أورام دموية خبيثة ما يستدعي متابعة طبية مستمرة مدى الحياة.