إفراط الفتيات في الأكل قبل سن المدرسة يشير إلى مشكلات نفسية مبكرة
تشير دراسة نُشرت في مجلة BMC Pediatrics بتاريخ 29 سبتمبر 2025 إلى أن الإفراط في تناول الطعام لدى الفتيات الصغيرات قد يكون علامة مبكرة على مشكلات نفسية تظهر لاحقًا في مرحلة المراهقة، فالفتيات اللواتي يُظهرن سلوكيات أكل مفرطة في سن ما قبل المدرسة يكنّ أكثر عرضة للإصابة بالقلق و فرط النشاط والاندفاع مع تقدم العمر.
قالت البروفيسورة ليندا بويج، أستاذة الطب النفسي في جامعة ماكجيل في كندا: "من الطبيعي أن يفرط الطفل في الأكل أحيانًا لكن إذا أصبح ذلك نمطًا متكررًا فقد يشير إلى صعوبات عاطفية يحاول الطفل التعامل معها من خلال الطعام".
اضطراب السلوك لدى الفتيات بسبب الأكل
تتبّع طويل لأكثر من 2000 طفل
تابع الباحثون أكثر من ألفي طفل من مقاطعة كيبك الكندية منذ الطفولة المبكرة وحتى سن الخامسة عشرة، وأظهرت النتائج أن الأطفال ينقسمون إلى ثلاث فئات من حيث أنماط الأكل:
-نحو 60% لم يُظهروا سلوك الإفراط في الأكل.
-%14 بدأوا الإفراط بين عمر سنتين وأربع سنوات.
-%26 ظهرت لديهم هذه السلوكيات منذ عمر أربع سنوات تقريبًا.
وقد لوحظ أن الفتيات اللواتي بدأن الإفراط في الأكل في سن مبكرة كنّ أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية لاحقًا مقارنة بالفتيان أو بالفتيات اللواتي لم يُظهرن تلك السلوكيات.
ضغوط اجتماعية ورقابة أسرية مفرطة
يُرجّح الباحثون أن العوامل الاجتماعية قد تلعب دورًا في هذا الاختلاف بين الجنسين، فبحسب "بويج" قد يكون الآباء أكثر حرصًا على مراقبة عادات الأكل لدى الفتيات مقارنة بالفتيان مما يخلق بيئة مقيدة تزيد من خطر تطور اضطرابات الأكل في المستقبل.
وأكدت أن التحكم الصارم في النظام الغذائي للفتيات لا يُعد حلًا بل قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة وزيادة احتمالية ظهور سلوكيات أكل غير صحية.
حث الفتيات على الأكل الصحي
دعم عاطفي بدلاً من القيود الغذائية
يشدّد الخبراء على أن التعامل مع هذه الحالات لا يجب أن يركّز فقط على الطعام بل على الحالة النفسية للطفل أيضًا، فبدلًا من فرض أنظمة صارمة، يُنصح الآباء بالانتباه إلى مشاعر الطفل ومساعدته في التعبير عن انفعالاته بطرق صحية.
وتوضح "بويج" أن الأكل المفرط في الطفولة قد يكون وسيلة للتعامل مع التوتر أو الحزن لذا فإن دعم الصحة النفسية للأطفال منذ الصغر قد يحد من تطور هذه المشكلات مستقبلاً.
الانتقائية في الأكل ليست دائمًا مقلقة
تناولت الدراسة جانب آخر وهو "الانتقائية في الأكل" لدى الأطفال لكنها لم تجد أي علاقة بين هذا السلوك ومشكلات الصحة النفسية في مرحلة المراهقة.
وتشير "بويج" إلى أن الانتقائية غالبًا ما تكون مرحلة طبيعية في النمو ولا تعتبر مُقلقة إلا إذا استمرت لفترة طويلة وأثّرت على النمو أو التغذية أو الأنشطة اليومية للطفل.
ويخلص الباحثون إلى أن مراقبة سلوك الأكل لدى الأطفال خصوصًا الفتيات، يمكن أن يكون أداة مهمة لاكتشاف الاضطرابات النفسية مبكرًا قبل أن تتحول إلى مشكلات أعمق في سنوات المراهقة.
