أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص ذوي الشخصيات الحساسة أكثر عرضة للإصابة بعدد من الاضطرابات النفسية الشائعة بما في ذلك الخوف من الأماكن المفتوحة (agoraphobia) واضطراب الشخصية التجنبي (avoidant personality disorder)، ما يسلط الضوء على أهمية فهم تأثير الحساسية الشخصية على الصحة النفسية.
أجريت الدراسة من قبل توم فالكنشتاين وزملائه في جامعة كوين ماري بلندن، ونُشرت في مجلة Clinical Psychological Science، اعتمد الباحثون على مراجعة منهجية للأدبيات وتحليل تلوي لتحديد الدراسات التي تناولت العلاقة بين الحساسية الشخصية والنتائج النفسية.
وشملت الدراسة 33 دراسة بمشاركة 12,697 شخصاً وأسفرت النتائج عن وجود ارتباطات إيجابية بين الحساسية والعديد من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك:
العلاقة بين الحساسية الشخصية والنتائج النفسية
الاكتئاب
القلق
الأعراض الجسدية النفسية (psychosomatic symptoms)
اضطراب الوسواس القهري
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
الخوف من الأماكن المفتوحة (agoraphobia)
الرهاب الاجتماعي
وتراوحت قوة الارتباط بين الحساسية وهذه الاضطرابات من 0.05 إلى 0.65، مع تأثير كبير نسبياً للاكتئاب (r = 0.36) والقلق (r = 0.39).
الحساسية والتجاوب مع الخبرات الإيجابية
وأشار الدكتور مايكل بلس، مؤلف مشارك في الدراسة، إلى أن الأشخاص ذوي الحساسية العالية لا يتأثرون فقط بالتجارب السلبية بل يكونون أيضاً أكثر استجابة للتجارب الإيجابية بما في ذلك العلاج النفسي.
وأضاف: "تُظهر نتائجنا أن الأشخاص الحساسين يتأثرون بشكل أكبر بكل من التجارب السلبية والإيجابية وأن جودة البيئة المحيطة بهم مهمة بشكل خاص لرفاهيتهم".
تُبرز هذه الدراسة أن الشخصيات الحساسة تحتاج إلى رعاية خاصة وبيئة داعمة لتعزيز صحتهم النفسية وتقليل خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية، ففهم العلاقة بين الحساسية والاضطرابات النفسية يمكن أن يساعد المعالجين النفسيين على تصميم برامج علاجية أكثر فعالية تناسب احتياجات هذه الفئة من الأشخاص.
كما يشير الباحثون إلى أن الحساسية ليست سلبية بالضرورة بل يمكن أن تكون ميزة إذا ما استُغلت بشكل صحيح في بيئة داعمة حيث يمكن أن تعزز التجارب الإيجابية وتساهم في نمو الشخص وتحسين جودة حياته النفسية.
أهمية النتائج للصحة النفسية
الوعي بالذات: إدراك الشخص لحساسيته يمكن أن يساعده على التعامل مع المواقف النفسية الصعبة بشكل أفضل.
اختيار بيئة داعمة: التواجد في بيئة إيجابية يقلل من التعرض للتجارب السلبية ويعزز الصحة النفسية.
الاستفادة من العلاج النفسي: الأشخاص الحساسون غالباً ما يستجيبون بشكل جيد للعلاج النفسي المخصص، ما يساعدهم على تطوير آليات مواجهة فعالة.
تشير هذه النتائج إلى أن فهم الحساسية الشخصية وأثرها على الصحة النفسية يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو تحسين جودة الحياة والرفاهية النفسية للأشخاص ذوي الشخصيات الحساسة.