مركّب مستخلص من عشبة صينية قد يكون علاج مستقبلي للسمنة

في وقت أصبحت فيه السمنة واحدة من أكبر التحديات الصحية عالميًا لا تزال الأبحاث تبحث عن حلول تتجاوز الحميات الغذائية والعقاقير التقليدية.

وقد أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nutrients بتاريخ 9 أبريل 2025 أن مركبًا طبيعيًا يُستخلص من عشبة صينية تقليدية تُعرف باسم Thunder God Vine (واسمها العلمي Tripterygium wilfordii) قد يفتح آفاقًا جديدة لعلاج السمنة.

دراسة حديثة تكشف آلية جديدة

أجريت الدراسة في كوريا الجنوبية على فئران مصابة بالسمنة بسبب نظام غذائي غنيّ بالدهون حيث تم إعطاؤها المركب الفعّال في العشبة المعروف باسم السيلاسترول "Celastrol" لمدة 4 أسابيع.

وأظهرت النتائج انخفاضًا ملحوظًا في زيادة الوزن مقارنةً بالفئران غير المعالجة إلى جانب تحسّن في الإشارات العصبية المسؤولة عن تفضيل الدهون في الطعام وانخفاض في الالتهابات التي تصيب براعم التذوّق والجسم بشكل عام.

ويرى الباحثون أن هذه النتائج توضح كيف يمكن للمركب أن يؤثر في الجهاز العصبي والغدد الصماء لتحسين استجابة الجسم لهرمون اللبتين (Leptin) الذي ينظم الشهية والتمثيل الغذائي.

عشبة صينية لإنقاص الوزنعشبة صينية لإنقاص الوزن

خلفية علمية: مركب واعد منذ عقد

عشبة Thunder God Vine تُستخدم منذ قرون في الطب الصيني التقليدي لعلاج الالتهابات وأمراض المناعة، ويحتوي جذرها على مجموعة من المركّبات النشطة أبرزها السيلاسترول Celastrol الذي تصفه بعض الأبحاث بأنه "منظّم دقيق للاستجابة الالتهابية" ومضاد قوي للأكسدة.

وقد لفت هذا المركب الأنظار أول مرة عام 2015 حين نُشرت دراسة في مجلة "Cell" أشارت إلى أنه تسبب في انخفاض وزن الفئران بنسبة وصلت إلى 45 % من خلال تعزيز حساسية الجسم لهرمون اللبتين، إلا أن هذه النتائج لم تُختبر سريريًا على البشر أيضًا.

حدود الأمان والاستعمال البشري

ورغم التفاؤل الذي تبعثه الدراسة الحديثة يؤكد العلماء ضرورة توخّي الحذر فالعشبة تحتوي أيضًا على مركّبات سامة في جذورها وأزهارها ما يجعل عملية استخلاص السيلاسترول تتطلب تقنيات دقيقة تضمن الأمان والفعالية.

ويقول الباحثون في جامعة هارفارد إن الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر لن يكون ممكنًا قبل ضمان مأمونية المركب تمامًا إذ قد يؤدي استخدامه بجرعات غير محسوبة إلى آثار جانبية خطيرة.

بين الأمل والعلم

ورغم أن Thunder God Vine ما زالت تثير اهتمامًا علميًا متزايدًا فإن الخبراء يعتبرونها خطوة أولية نحو تطوير أدوية مستقبلية تستهدف مسارات اللبتين والالتهاب لعلاج السمنة، وحتى يتحقق ذلك يظل اتباع نمط حياة صحي يعتمد على التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم هو الخيار الأكثر أمانًا وفعالية في مواجهة هذا الوباء العالمي المتنامي.