العلاج اليدوي لآلام أسفل الظهر بديل آمن للمسكنات الأفيونية

إذا كنت تعاني من آلام الظهر، وتتناول الكثير من المسكنات، فدراسة حديثة نُشرت في مجلة Health Science Reports كشفت أن الأشخاص الذين يتلقون علاجًا يدويًا للعمود الفقري لعلاج آلام أسفل الظهر أقل عرضة للإصابة باضطراب استخدام الأفيونات مقارنةً بمن يتلقون العلاج بالأدوية التقليدية مثل الإيبوبروفين.

أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة الدكتور روبرت جاي تريغر من مركز جامعة كليفلاند الطبي في الولايات المتحدة وهدفت إلى تحديد ما إذا كان العلاج اليدوي يمكن أن يحدّ من احتمالية الاعتماد على المسكنات القوية خاصة بين المرضى الذين لم يسبق لهم استخدام الأفيونات.

ما العلاج اليدوي للعمود الفقري؟

العلاج اليدوي للعمود الفقري هو أسلوب علاجي يعتمد على تحريك المفاصل والأنسجة باستخدام اليدين بهدف استعادة التوازن الحركي للجسم وتخفيف الألم خاصة في منطقة الظهر والرقبة.

يقوم به عادة مختصون في العلاج الطبيعي أو تقويم العمود الفقري (Chiropractors) حيث يستخدمون تقنيات دقيقة تشمل الضغط أو الدفع أو التمديد للمفاصل لتحسين مرونتها وتحفيز الجهاز العصبي، ويُعد هذا النوع من العلاج مختلفًا عن التدليك التقليدي، إذ يركّز على تصحيح وضع الفقرات وتحسين وظيفة المفاصل أكثر من استرخاء العضلات.

دواء شائع لآلام الظهر يرفع خطر الخرف بنسبة 29%أعراض آلام الظهر

تصميم الدراسة وتحليل البيانات

اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات طبية أمريكية تُعرف باسم TriNetX وأجروا تحليلًا  على مجموعتين من المرضى بلغ عدد كل منهما 24,993 شخصًا جميعهم تم تشخيصهم بحالات جديدة من آلام أسفل الظهر بين عامي 2015 و2023 سواء كانت مصحوبة بعرق النسا أو غير مصحوبة به.

قورنت مجموعة تلقت العلاج اليدوي للعمود الفقري (Spinal Manipulative Therapy – SMT) بمجموعة أخرى تلقت علاجًا دوائيًا يعتمد على الإيبوبروفين وذلك لتقييم مخاطر تطور اضطراب استخدام الأفيونات خلال عامين من بداية العلاج.

انخفاض واضح في معدلات الاعتماد على الأفيونات

أظهرت النتائج أن المرضى الذين خضعوا للعلاج اليدوي سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الإصابة باضطراب استخدام الأفيونات حيث بلغت النسبة 0.24% مقارنةً بـ1.51% في المجموعة التي تلقت الإيبوبروفين أي بانخفاض يقارب 5 مرات.

كما تراجع خطر الاستخدام طويل الأمد للأفيونات لدى مجموعة العلاج اليدوي إلى 0.42% مقابل 1.85% في المجموعة الأخرى، بالإضافة إلى انخفاض نسبة صرف وصفات الأفيونات إلى 30.96% مقارنةً بـ45% لمن استخدموا الإيبوبروفين.

العلاج اليدوي للظهر يقلل خطر إدمان الأفيونات مخاطر إدمان الأفيونات

أمل جديد في مواجهة أزمة الأفيونات

علّقت الدكتورة روشيني سرينيفاسان من مستشفى جامعة ديوك في نورث كارولاينا، على نتائج الدراسة قائلة: "إن هذه النتائج مشجعة للغاية وتؤكد تزايد الأدلة العلمية التي تدعم دور العلاج بتقويم العمود الفقري في تقديم حلول بديلة وآمنة لتخفيف الألم خصوصًا في ظل أزمة الأفيونات المتنامية التي تواجهها أنظمة الرعاية الصحية في العالم".

وتبرز هذه النتائج أهمية تبني نهج علاجي متكامل يشمل الأساليب اليدوية والعلاجات غير الدوائية للحد من الاعتماد على المسكنات الأفيونية التي ترتبط بمخاطر الإدمان وآثار جانبية خطيرة على المدى الطويل.