متلازمة الدخيل عند الرجال: لماذا يشعر الناجحون أنهم مجرد محتالين؟

تخيل أن تستيقظ صباحاً وتشعر أن نجاحك ليس مستحقاً، وأنك مجرد محتال سينكشف أمره عاجلاً أم آجلاً، هذه المشاعر قد تبدو مبالغ فيها لكنها تصف بدقة ما يُعرف بـ"متلازمة الدخيل" (Impostor Syndrome).

ما هي متلازمة الدخيل؟

متلازمة الدخيل (Impostor Syndrome) هي نمط نفسي يشعر فيه الشخص بأنه مُحتال ولا يستحق النجاح الذي حققه، على الرغم من الأدلة الخارجية التي تثبت كفاءته ومهاراته وإنجازاته.

ويشعر المصابون بهذه المتلازمة بأنهم قد خدعوا الآخرين ليصدقوا أنهم أذكياء أو أكفاء، ولديهم خوف دائم من أن يتم "اكتشافهم" في أي لحظة على أنهم غير مؤهلين.

ما هي متلازمة الدخيل؟ما هي متلازمة الدخيل؟

ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي ليصف إحساساً نفسياً بالشك في الذات والخوف من الفشل رغم وجود إنجازات ملموسة.

في البداية كان يُعتقد أن هذه المتلازمة تصيب النساء الناجحات فقط نتيجة الضغوط المجتمعية والتوقعات المرتبطة بأدوارهن، لكن أبحاثاً حديثة، منها ما نشرته Business Insider، كشفت أن الرجال بدورهم عرضة لها بنفس القدر.

الصورة النمطية عن الرجولة

توضح الأبحاث أن أحد أهم أسباب صمت الرجال عن الحديث بشأن متلازمة الدخيل يعود إلى القوالب النمطية المرتبطة بالرجولة، فالمجتمع لا يشجع الرجل على التعبير عن مشاعر الشك أو الضعف باعتبارها لا تتماشى مع "الصورة الرجولية"، ونتيجة لذلك غالباً ما يختار الرجال الصمت بدلاً من طلب المساعدة، ما يجعل تأثير المتلازمة عليهم أكثر حدة.

قصص من المشاهير

متلازمة الدخيل لا تفرق بين شخصيات عادية أو مشهورة فقد تحدث الممثل العالمي ويل سميث والكاتب نيل غايمان عن معاناتهم مع هذه المشاعر، بينما في الجانب الآخر من النساء اعترفت الممثلة ميريل ستريب والكاتبة مايا أنجيلو بشعورهن المتكرر بأن ما يقدمنه قد لا يحظى بتقدير كافٍ.

هذه الأمثلة توضح أن النجاح أو الشهرة لا يحصنان صاحبهما من الشعور بالدونية أو الخوف من الفشل.

الصمت يجعل الأمر أسوأ

يشير خبراء علم النفس إلى أن خطورة هذه المتلازمة عند الرجال تكمن في الكتمان، فبينما تستطيع بعض النساء التحدث علناً عن تجاربهن يجد الرجال صعوبة في الاعتراف بتلك المشاعر، هذا الصمت لا يؤدي فقط إلى تراكم الضغط النفسي بل قد ينعكس سلباً على الصحة العقلية مسبباً القلق أو الاكتئاب.

أسباب اكتئاب العلاقات العاطفيةالصمت يجعل الأمر أسوأ

العلاج يبدأ بالكلام

رغم تعقيد الظاهرة يبقى الحل الأساسي واضحاً: التواصل، الحديث عن مشاعر الشك في النفس ومشاركتها مع الآخرين يُعد خطوة جوهرية لفهمها وتجاوزها لكن بالنسبة للكثير من الرجال فإن التعبير عن هذه المخاوف يظل عقبة صعبة بسبب الخوف من وصمة اجتماعية أو نظرة سلبية.

ومع ذلك يمكن لمتلازمة الدخيل أن تحمل جانباً إيجابياً إذ تدفع بعض الأشخاص إلى بذل جهد أكبر وإثبات جدارتهم باستمرار ما ينعكس على نجاحاتهم المهنية والشخصية.

ظاهرة عالمية

تشير الدراسات إلى أن ما يقارب 70% من الناس قد يمرون بمشاعر متلازمة الدخيل في مرحلة ما من حياتهم، ما يجعلها تجربة إنسانية شائعة لا تقتصر على جنس أو فئة معينة غير أن الوعي بها والقدرة على التعبير عنها يحددان ما إذا كانت ستظل عقبة صامتة أو تتحول إلى دافع نحو النجاح.