يشتهر النظام الغذائي المتوسطي بفوائده العديدة من دعم صحة القلب إلى تعزيز الذاكرة إلا أن دراسة حديثة كشفت عن فائدة جديدة غير متوقعة وهي المساعدة في الوقاية من أمراض اللثة، حيث تشير النتائج إلى أن هذا النظام الغني بالنباتات والزيوت الصحية قد يلعب دورًا داعمًا إلى جانب العناية اليومية بالفم في الحفاظ على اللثة سليمة.
قال لويجي نيبيلي، أستاذ علم أمراض اللثة في كلية كينغز في لندن والمشرف على الدراسة، في تصريح لمجلة Health: " أمراض اللثة غالباً ما تُعتبر مشكلة تتعلق بالنظافة فقط لكن نتائجنا تُظهر أن النظام الغذائي يمكن أن يلعب دورًا مساعدًا، فالنظام المتوسطي الغني بالنباتات يساعد على تقليل الالتهابات ودعم صحة اللثة بجانب التنظيف المنتظم للفم".
فوائد جديدة للنظام الغذائي المتوسطي
نُشرت الدراسة في Journal of Periodontology واعتمدت على تحليل بيانات 200 مريض من قاعدة بيانات كينغز كوليدج لندن لأبحاث الفم وطب الأسنان والجمجمة الوجهية، وشملت البيانات فحوصات شاملة للفم وعينات دم واستبيانات غذائية.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اتبعوا النظام الغذائي المتوسطي بشكل أكبر تمتعوا بصحة لثة أفضل ومستويات أقل من الالتهاب، بينما عانى الذين تناولوا كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة من أمراض لثة أكثر حدة ومؤشرات التهابية أعلى.
ورغم أن دراسات سابقة أشارت إلى علاقة مشابهة فإن نتائجها لم تكن حاسمة، وأوضح الباحثون أن الدراسة الجديدة تُظهر ارتباطاً فقط وليس علاقة سببية مباشرة وأن توسيع حجم العينة مستقبلاً قد يعزز مصداقية النتائج.
تحدث أمراض اللثة عادة بسبب تراكم البلاك على خط اللثة نتيجة ضعف التنظيف بالفرشاة والخيط، ما يؤدي إلى التهابات مع محاولات الجسم لمقاومة البكتيريا الضارة.
وأوضح "نيبيلي" أن النظام الغذائي المتوسطي يحتوي على عناصر مضادة للالتهابات مثل مضادات الأكسدة والألياف والدهون الصحية التي تساعد على ضبط استجابة الجهاز المناعي وتقليل الالتهاب العام في الجسم، في المقابل تساهم الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة في زيادة الالتهاب وتدهور أنسجة اللثة.
النظام الغذائي والالتهابات الفموية
قالت بيتريز بيزيرا، أستاذة في كلية طب الأسنان بجامعة UCLA، إن تبني النظام المتوسطي لا يُعد علاجاً مباشراً لأمراض اللثة، لكنه وسيلة فعالة لتقليل الالتهاب المزمن في الجسم، ما ينعكس إيجاباً على صحة الفم.
وأضافت في حديثها لمجلة Health: "الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان والتنظيف اليومي بالفرشاة والخيط إلى جانب اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات مثل النظام المتوسطي جميعها عوامل تساعد في تقليل ظهور أمراض اللثة وحدّتها".
وأكد الباحثون أن النظام الغذائي المتوسطي يمكن أن يكون جزءًا من نمط حياة صحي يحسن صحة الفم والجسم ككل، لكنه لا يغني عن الممارسات الأساسية للعناية بالفم مثل التفريش المنتظم وتنظيف الأسنان دوريًا.