أظهرت دراسة جديدة نُشرت في Communications Medicine أن تأخر مواعيد الوجبات بين البالغين قد يكون مؤشراً على تدهور الحالة الصحية وزيادة خطر الوفاة المبكرة.
تابعت الدراسة التي قادها الدكتور حسن إس. دشتي من مستشفى Massachusetts General Hospital في بوسطن، عادات تناول الطعام لدى آلاف البالغين على مدى أكثر من 3 عقود، ووجدت أن التغيرات في توقيت الوجبات خاصة الإفطار ترتبط بشكل مباشر بصحة الجسد والعقل.
تأخر مواعيد الوجبات يزيد خطر الوفاة المبكرة
اعتمد الباحثون على بيانات 2,945 من البالغين المقيمين في المجتمع تم جمعها بين عامي 1983 و2017، خلال هذه الفترة خضع المشاركون لما يصل إلى 5 تقييمات شملت توقيت الوجبات وسلوكيات صحية أخرى.
أظهرت النتائج أن التقدم في العمر ارتبط بتأخير موعدي الإفطار والعشاء إلى جانب تقليص فترة تناول الطعام اليومية، كما لوحظ وجود "منتصف تناول طعام" متأخر أي أن ساعات الأكل تميل إلى التحرك إلى وقت متأخر من اليوم مع التقدم في العمر.
أوضح الباحثون أن تأخر الإفطار بشكل خاص ارتبط بعدة مشكلات صحية جسدية ونفسية من بينها التعب المستمر ومشاكل صحة الفم والاكتئاب والقلق، إضافةً إلى الإصابة بعدة أمراض مزمنة مجتمعة.
كما أشارت الدراسة إلى أن العادات الغذائية المتأخرة ارتبطت بملامح جينية تدل على الميل إلى النشاط الليلي لكنها لم تُظهر علاقة واضحة مع السمنة.
الوجبات المتأخرة والأمراض المزمنة
واحدة من أبرز النتائج كانت وجود ارتباط بين تأخر الإفطار وزيادة خطر الوفاة، فحسب التحليل الإحصائي تراجعت معدلات البقاء على قيد الحياة لعشر سنوات لتصل إلى 86.7% لدى من يميلون إلى تناول وجباتهم في وقت متأخر مقارنة بـ89.5% لدى من يتناولون الطعام في أوقات أبكر.
قال الدكتور دشتي في بيان صحفي: "تشير نتائجنا إلى أن التغيرات في توقيت تناول الطعام لدى كبار السن خاصة مواعيد الإفطار يمكن أن تكون مؤشراً سهلاً لمتابعة الوضع الصحي العام، وقد يتمكن الأطباء والمرضى من استخدام هذه العلامات البسيطة للكشف المبكر عن مشكلات صحية جسدية أو نفسية كامنة".