تشير دراسة حديثة إلى أن التشخيص الخطأ لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) قد يكون مرتبطاً بدرجة النضج الفردي للأطفال وليس بوجود اضطراب حقيقي.
بحثت دراسة من تايوان شملت 378,881 طفلاً وطفلة بين سبتمبر 1997 وأغسطس 2011 في العلاقة بين العمر النسبي للطلاب وتشخيص ADHD، ركز الباحثون على الأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى المراهقين مع تحليل تاريخ ميلادهم بالنسبة لتاريخ قطع التسجيل في المدارس.
النضج مقابل التشخيص
أظهرت النتائج أن الأطفال الأصغر سناً في الصفوف الدراسية غالباً ما يتم تشخيصهم بـADHD ببساطة لأنهم أقل نضجاً مقارنة بأقرانهم الأكبر سناً بفارق سنة كاملة، فعلى سبيل المثال طفل وُلد في 31 أغسطس قد يكون أصغر بعام كامل من طفل وُلد في 1 سبتمبر وهو فرق كافٍ ليؤثر على الأداء الأكاديمي والسلوكي.
وجد الباحثون أن الطلاب الذكور الذين وُلدوا قبل تاريخ قطع التسجيل في أغسطس تم تشخيصهم بـADHD بنسبة 4.5%، بينما تم تشخيص الذكور الذين وُلدوا بعد التاريخ مباشرة بنسبة 2.8% فقط أي بزيادة 60% في التشخيص للأطفال المولودين قبل تاريخ القطع، وكانت النسبة مشابهة بين الفتيات ولكن بمعدل أقل، لأن الفتيات تنضج أسرع عادةً من الأولاد.
كما أن الأدوية الموصوفة تبعت نفس نمط التشخيص، ما يعني أن العديد من الأطفال قد يتلقون علاجاً لا يحتاجونه ببساطة بسبب كونهم أصغر سناً في الصف الدراسي، وأظهرت الدراسة أيضاً أن المراهقين تم تشخيصهم بنسبة 17% فقط، ما يشير إلى أن النضج العام يقلل من احتمالية التشخيص الخاطئ.
يشير الباحثون إلى أن هذه الظاهرة ليست محصورة في التعليم فقط بل يمكن ملاحظتها في الرياضة أيضاً، وكانت قد أظهرت دراسة سابقة عن لاعبي NHL الذين تم اختيارهم بين 1980 و2007 أن 36% من اللاعبين المختارين وُلدوا في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة مقابل 15% فقط في الأشهر الأخيرة، الفرق في النضج السنوي يعطي الأفضلية للأطفال الأكبر سناً تماماً كما لوحظ في تشخيص ADHD.
تشير الدراسة إلى أن التشخيص المبكر لـADHD قد يؤدي إلى وصف أدوية لا حاجة لها وقد يؤثر على الطفولة الطبيعية ويحد من الإبداع والحرية في اللعب والتعلم، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تم تشخيص حوالي 11% من الأطفال الأمريكيين أي نحو 6.4 ملايين طفل بين 4 و17 عاماً بـADHD حتى عام 2011.
أهمية النتائج
الباحثون أقروا بأنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار العوامل الوراثية والبيئية الفردية لكن الدراسة ركزت على الصورة العامة وأكدت فرضيتهم أن الفارق في النضج قد يكون سبباً رئيسياً في التشخيص المبالغ فيه لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.