أظهرت دراسة حديثة أن الدواء الوهمي يمكن أن يحفز استجابة الجسم المناعية ويؤدي إلى فوائد صحية فعلية لدى المرضى وفقاً لما نُشر في مجلة Nature Medicine، هذه النتائج تقدم تفسيراً علمياً للظاهرة المعروفة باسم تأثير الدواء الوهمي (Placebo Effect) والتي طالما أثارت اهتمام العلماء والأطباء.
تأثير الدواء الوهمي هو ظاهرة يحدث فيها تحسن في حالة المريض بعد تناول دواء لا يحتوي على مكونات فعالة فقط لأن المريض يعتقد أنه سيتحسن، يعود أول تسجيل علمي لتجارب الدواء الوهمي إلى القرن الثامن عشر حين استخدم الأطباء مجموعات تحكم لتقييم تأثير الأدوية.
على مدار التاريخ أثبتت الدراسات أن قوة التوقع الإيجابي لدى المرضى يمكن أن تؤثر على وظائف الجسم بما في ذلك الجهاز المناعي حتى من دون تناول أي دواء حقيقي.
ما هو تأثير الدواء الوهمي؟
أجرى الباحثون تجربة علمية لتعميق فهم تأثير الدواء الوهمي، استخدم الفريق تحفيز المنطقة البطنية الرمادية (Ventral Tegmental Area - VTA) في دماغ الفئران وهي منطقة رئيسية في نظام المكافأة بالمخ مسؤولة عن إفراز الدوبامين الناقل العصبي المرتبط بالمكافأة والاستجابة العاطفية.
بعد تحفيز الـVTA تعرضت الفئران للبكتيريا Escherichia coli وتمت مقارنة الاستجابات المناعية بين الفئران التي خضعت للتحفيز وتلك التي لم تتعرض له.
أظهرت النتائج أن التحفيز الاصطناعي للـVTA زاد حساسية وكفاءة النظام المناعي لدى الفئران مما سمح للقضاء على كمية أكبر من البكتيريا، هذا يشير إلى أن توقعات المريض الإيجابية وحدها كما في حالة الدواء الوهمي يمكن أن تعزز استجابة الجسم المناعية وتساهم في تحسين الحالة الصحية.
وأضاف الباحثون أن تأثير الدواء الوهمي يكون أقوى عندما يعتقد المرضى أن الدواء مكلف أو صعب الحصول عليه وعندما يشدد الأطباء على قيمته.
النتائج العلمية
تهدف النتائج إلى تحديد الجزيئات التي تسبب هذه التأثيرات الإيجابية بحيث يمكن تصميم أدوية مستقبلية تحاكي آلية تأثير الدواء الوهمي مما يمنح الجهاز المناعي دفعة قوية بدون الحاجة إلى مكونات دوائية تقليدية.
يأمل الباحثون أن يؤدي فهم آلية الدواء الوهمي إلى تحسين طرق العلاج وتطوير أدوية جديدة قادرة على دعم وتعزيز الدفاعات المناعية لدى المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة أو أمراض مزمنة.